مشاركة الرئيس الشرع في منتدى أنطاليا- تركيا.. بوابة جديدة لتوسيع الانفتاح والدعم

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – مها سلطان:

من غير المعلوم ما إذا كان التصريح الأميركي الجديد اليوم الأربعاء، حول «الأمل بأن يكون تشكيل ‏الحكومة الانتقالية خطوة إيجابية نحو سوريا شاملة وتمثيلية»، هدفه سحب مسألة «التعديل الدبلوماسي» ‏لبعثة سوريا لدى الأمم المتحدة، من دائرة التداول والجدل، أم هو تكريس لحالة متعمدة من التضارب في ‏التصريحات؟ ..الأمر نفسه ينطبق على «الترحيب بالإعلان الدستوري» الذي دوّنته السفارة الأميركية – ‏اليوم أيضاً- عبر موقعها في منصة «إكس» وهو ما بدا مستغرباً خصوصاً أنه مضى على الإعلان ‏الدستوري أكثر من شهر.‏

لا شك أن جديد التصريحات الأميركية يُعقّد القراءات بخصوص نيات واشنطن تجاه سوريا، فهي لا تكاد ‏تثبت على تصريح واحد حتى يتبعه بعد أيام تصريح مناقض، ما يدفع للتأني في إعطاء قراءات محددة، ‏أو لنقل فهم السياسات الأميركية، وربما علينا أن نأخذ بالاعتبار دائماً ما يُقال عن تيارين داخل إدارة ‏الرئيس دونالد ترامب يقودان السياسات تجاه سوريا، بين تيار متشدد وآخر يدعو إلى دعم السلطات ‏السورية الجديدة.‏

وللتوضيح، ولأن الجدل القائم حول «التعديل الدبلوماسي» تحديداً يضعه في إطار عدم اعتراف أميركي ‏بالسلطات السورية الجديدة.. نوضح بأن التصريحات الأميركية التي تُصنف إيجابية بصورة ما، كما هو ‏حال التصريحين آنفي الذكر، لا تعني اعترافاً أو أن واشنطن على طريق الاعتراف، بل هي في سياق ‏عملية طويلة من التجاذب والتداخل والضغوط والتفاوض، تسعى واشنطن لدفعها باتجاه النهايات التي ‏تريدها.‏

هل تتعمد ‏واشنطن إطلاق التصريحات المتناقضة حول سوريا؟

 

بكل الأحوال، وفيما مسار التضارب في التصريحات الأميركية سيستمر كما هو متوقع، فإن الزيارتين ‏المرتقبتين للرئيس أحمد الشرع – إلى تركيا والإمارات- تحظيان بمزيد من الترقب والاهتمام، وكانت ‏تركيا كشفت أمس عن تفصيل مهم بخصوص زيارة الشرع التي تبدأ بعد غدٍ الجمعة، يتعلق بمشاركته ‏في منتدى أنطاليا الدبلوماسي الدولي، وفق المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية (الحاكم) عمر تشيليك ‏الذي أكد مشاركة الرئيس الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني في المنتدى «الذي يجمع قادة عالميين ‏لمعالجة القضايا العالمية العاجلة واستكشاف استراتيجيات جديدة لتعزيز الدبلوماسية في أوقات الأزمات، ‏مثل الصراعات والإرهاب والهجرة وتغيّر المناخ وانهيار النظام الدولي».‏

ومن المتوقع أن ينطلق المنتدى بنسخته الرابعة بعد غدٍ الجمعة (ويستمر ثلاثة أيام) مع بدء زيارة الرئيس ‏الشرع لتركيا، ومن هنا تنطلق أهمية المشاركة، حيث يشكل المنتدى بوابة دولية أخرى أمام سوريا ‏لتوسيع حضورها الإقليمي والدولي، وعرض سياساتها وتوجهاتها، إلى جانب ما تواجهه من تحديات ‏ومخاطر خصوصاً مع تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية وإقحام إسرائيل لتركيا فيها على قاعدة المخاطر ‏التي تشكلها العلاقات السورية_ التركية على إسرائيل ولا سيما في الجانب العسكري (ومن المتوقع أن يعقد ‏مجلس الأمن الدولي يوم السبت المقبل جلسة بخصوص هذه الانتهاكات).‏

وكانت تركيا تلقت دعماً مهماً ومباشراً من ترامب فيما يتعلق بالتهديدات الإسرائيلية لها ولتطوير ‏العلاقات مع سوريا، وذلك خلال لقاء ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن ‏أمس الأول، حيث أعلن ترامب دعمه للرئيس رجب أردوغان، مطالباً نتيناهو أن يكون «منطقياً» رداً ‏على قول نتنياهو إن إسرائيل «لا تريد رؤية تركيا تستخدم الأراضي السورية قاعدة ضدها».‏

لا شك أن هذا الموقف الأميركي سيكون حاضراً في منتدى أنطاليا الذي يتناول في جدول أعماله ‏الانتهاكات والتهديدات الإسرائيلية، ما يشكل فرصة أمام الرئيس الشرع لاستقطاب مزيد من الدعم الدولي ‏لسوريا بمواجهة هذه الاعتداءات واتساع نطاقها.‏

وبالتوازي مع المشاركة في منتدى أنطاليا، فإن جدول أعمال زيارة الرئيس الشرع لتركيا يتضمن مختلف ‏القضايا والتطورات في الآونة الأخيرة، حيث من المتوقع أن تكون هناك لقاءات له مع الرئيس أردوغان ‏ومع مسؤولين أتراك.‏
وكان أردوغان أكد أمس أن بلاده ستواصل دعم سوريا من أجل إرساء الاستقرار فيها، مشيراً إلى أنه ‏سيناقش مع زعماء الدول بمنتدى أنطاليا الدبلوماسي الرابع، سبل وقف الإبادة الإسرائيلية في غزة.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار