مشاهدات من مطار دمشق الدولي.. هكذا تم محو الصورة السيئة.. وحسن التعامل خير شاهد

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- محمد فرحة:
لم ينفِ أحد عبر مطار دمشق الدولي أو كان ينتظر قريباً له أو مودعاً حبيباً، ماكان يعانيه من فسادٍ وابتزاز ووضع العصي بالعجلات.
وبمعنى أوضح كان المسافر أو القادم يظن أنه متهم، يمضي كل وقته بالدفاع عن نفسه لذنب لا يعرفه.
وبعيداً عن المقدمات الطويلة، سأقدم مشاهدات وانطباعات عدة، تلك التي شاهدها وعاشها كل مسافر أو قادم إلى سوريا عبر مطار دمشق الدولي الذي لم يتغيَر بالشكل فقط من خلال تجديد شبابه وتجديد كسوته ليظهر بشكل مختلف.
في المشهد الأول ما إن تدخل من بوابة المغادرين حتى تسمع عبارة أهلاً وسهلاً، تفضل، «شَرِف».. تنعشك الكلمات الطيبة والاستقبال اللائق، وأنت الذي كنت تدخل وأنت مرتعش قلق من لصق أي إشكال بك.
وفي المشهد الثاني عند وزن أمتعتك، الكل يرحب بك أهلاً وسهلاً رافقتكم السلامة. ونحن الذين كنا نحسب حسابها ألف مرة من أن يساوموك على الغرام الزائد عن الوزن المسموح به والمحدد للمسافرين.
في أي اتجاه تذهب لقاعة المغادرين أو القادمين لا تسمع إلا الكلام الجميل وبعبارات الرجاء «لو سمحت، تفضلوا»، ونحن الذين لم نعتد على سماعها في ظل الحكومات السابقة. حتى حقائبنا اليدوية كانت تفتش لمعرفة محتواها.
المهم ما في القضية أو مجريات حركة المطار أن كل شيء جميل وقد تسنّى لي يوم أمس أن أجول في كل الأماكن المسموح المرور والعبور من خلالها، لم ألاحظ ما يعكر مزاج المسافرين، وإن حدث غير ذلك، فقد أكون لم أشاهده، ولم ينقله لي أحد رغم أنني حاورت الكثيرين بصفتي كمسافر أو بانتظار قادمين أو مودع لمغادرين، فالكل كان على إجماع بأن ما يجري في حركة المطار اليوم يختلف كلياً عما كان يجري سابقاً.
خارج قاعة المطار شاهدت فرقة فنية شامية تقدم عراضة بالرقص والأهازيج حاملة الأعلام السورية، سألت أحد الواقفين بجانبي: لمن هذا العراضة؟ هل هناك ضيف قادم إلينا؟ فأجاب بأنه مجرد ترحاب بضيوف قادمين، قيل لي إنها لوفد كويتي وقد سبقتها ساعات ترحاب حار لوفد قطري.
نختصر ونختم بأن مطار دمشق الدولي اليوم بحلته الجديدة أمسى محط اهتمام القادمين والمغادرين، وكل مافيه يثير للانتباه لحسن الشكل والمضمون والاستقبال والوداع. فأينما اتجهت تسمع الكلام المعسول. ورافقتكم السلامة، والحمد لله على السلامة. فالدخول إلى أي نافذة من بوابات ومداخل المطار يحكمها الدور والانضباط، ولا مكان لمتجاوز، فهي سمة من السمات الجميلة القائمة اليوم في عمل المطار.. فشتّان بين اليوم والأمس.

Leave a Comment
آخر الأخبار