الحرية- زهير المحمد:
يتساءل الكثيرون عن الأسباب الحقيقية لانخفاض أسعار الألبان ومشتقاته، بعد انحباس مزمن وغياب لمعظم مكوناتها عن موائد أصحاب الدخل المحدود خلال عهد النظام البائد حيث وصل سعر كيلو غرام اللبن من النوعية الرديئة إلى ١٠ آلاف ليرة، وكيلو الجبنة إلى ما يزيد على ٥٠ ألف ليرة.
فيما كانت الأجبان المصنعة محلياً أو المستوردة ضرباً من الأحلام، لأن سعر علبة صغيرة من جبنة المثلثات بغض النظر عن نوعها يصل إلى ١٣ ألف ليرة، وكذلك أسعار الحليب المجفف.. وكان المستهلك عندما يضطر للشراء يتفاجأ أنه في كل مرة يرى قفزة جديدة للأسعار..
لكن الأوضاع اختلفت الآن وانخفضت الأسعار بشكل ملحوظ، وهي مرشحة لمزيد من الانخفاض ليس بسبب تحسن سعر صرف الليرة فحسب وإنما بسبب انخفاض أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية وتوفر المحروقات وغيرها من مستلزمات تربية الحيوانات الداجنة.
ومن المرجح أن تكون الأشهر القادمة ومع نمو المراعي وتوفير الكلأ فرصة جديدة لزيادة الإنتاج وتراجع كلف الإنتاج.
وفي هذا الصدد أوضح نائب رئيس جمعية الألبان والأجبان بدمشق أحمد السواس في تصريح لصحيفة الحرية أن هناك انخفاضاً كبيراً بأسعار الألبان ومشتقاته بالأسواق مقدراً نسبة الانخفاض بما يتراوح بين ٢٥ الى ٣٠ بالمئة.
وبحسب السواس فإن سبب انخفاض الأسعار هو أنه وبعد سقوط النظام البائد ذهبت معه الإتاوات التي كانت تفرضها حواجزه على الحرفيين، أضف الى احتكار النظام وزبانيته للمحروقات التي كان يعمل على بيعها بالسوق السوداء، مضيفاً: كذلك كان في عهد النظام البائد احتكار للأعلاف وفرض إتاوات على المربين عند بيعها علماً أن سعر الأعلاف في سوريا كانت أعلى من الأسواق المجاورة بنسبة كبيرة.
وعن أسعار الحليب ومشتقاته بالوقت الحالي، لفت السواس إلى أن سعر كيلو غرام الحليب يباع اليوم للمستهلك ب ٧٥٠٠ ليرة كحد أقصى بعد أن كان يباع بسعر ٩٥٠٠ ليرة، في حين انخفض سعر كيلو غرام الجبنة البلدية من ٤٥ ألف ليرة إلى ٣٠ ألف ليرة، وانخفض سعر كيلو الجبنة الشلل من ٨٠ ألف ليرة الى ٥٥ ألف ليرة، وأنخفض سعر كيلو اللبنة البلدية من ٣٥ ألف ليرة الى ٢٦ ألف ليرة.
ولم يخف السواس وجود هواجس لدى مربي الثروة الحيوانية نتيجة لقلة الأمطار خلال هذا الموسم، متأملاً أن تشهد الفترة القادمة أمطار وفيرة لدعم وتعزيز حليب الغنم والذي يبدأ إنتاجه من بداية كانون الثاني ولغاية الشهر الخامس وهذا بكل تأكيد سيساهم بانخفاض أسعار الألبان ومشتقاته.
وأمل نائب رئيس الجمعية من الجهات المعنية دعم المربين والحرفيين وتأمين كافة احتياجات الانتاج، معتبراً أن قرار تسعير الحليب ومشتقاته والذي يتم الأخذ به حالياً هو قرار صائب إذ يتم التسعير وفق مبدأ العرض والطلب، منوهاً أن توفر المحروقات حالياً بالأسواق كان محفزاً كبيراً لزيادة انتاج الحرفيين والذين كانوا يعانون بعهد النظام البائد من عدم توفر المحروقات والاكتفاء بإعطائهم ٣٥ بالمئة من احتياجاتهم وهذا الأمر كان يدفعهم لتأمين المادة بأسعار مرتفعة من السوق السوداء.