الحرية – لوريس عمران:
تروي أم حسين من قرية الشراشير بمدينة جبلة في محافظة اللاذقية قصتها مع مشروعها المنزلي البسيط الذي بدأ ب3 دجاجات فقط قبل أن يتحول مع الوقت إلى مصدر رزق ثابت لأسرتها.
وتبين في حديثها لـ”الحرية” أنها رأت في المساحة الصغيرة خلف منزلها فرصة مناسبة للبدء بمشروع تربية الدواجن، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي لم يعد فيها الاعتماد على الراتب الوظيفي كافياً لتلبية احتياجات الأسرة.
بدأت أم حسين مشروعها بخطوات متواضعة اعتمدت فيها على خبرتها السابقة في تربية الدجاج، حيث قامت بإنشاء( قن) صغير ومتابعتهم بشكل يومي، وتنظيم تغذيتهم الصحية، مضيفة أنه مع مرور الأيام، بدأ المشروع ينمو تدريجياً إلى أن وصل اليوم إلى نحو 40دجاجة و12 ديكاً، بينما بات إنتاج البيض اليومي حوالى30 بيضة يومياً، إضافة إلى بيع الصيصان التي تنتجها الدجاجات الأكبر سناً، ما أسهم في رفع الدخل الشهري للأسرة..
مشروع منزلي ناجح
موضحة أن ما جعل مشروعها يستقر ويتطور هو استثمار المساحة حول المنزل، حيث حرصت مع زوجها على بناء سور يحمي القن من الأخطار ويساعد في تأمين بيئة أفضل لهم ، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على زيادة الإنتاج.
كما تؤكد أن المتابعة الصحية اليومية والعناية المستمرة كانت أساس نجاح المشروع وقدرته على التوسع دون الحاجة إلى تكاليف كبيرة.
وفي ختام حديثها، شددت أم حسين على أن الاعتماد على الراتب وحده لم يعد خياراً ممكناً، وأن البدء بمشروع صغير وتطويره خطوة بخطوة يمكن أن يشكل باباً حقيقياً لتحسين الوضع المعيشي وتحقيق قدر من الاستقلال المالي، بعيداً عن الانتظار أو الاتكال على أي جهة.
تعميم التجربة على باقي القرى
من جهته يرى المهندس الزراعي مازن العلي أن تجربة أم حسين تمثل مثالاً واضحاً على قدرة المشاريع المنزلية الصغيرة على النمو عندما تحظى بالرعاية الصحيحة.
وأوضح أن تربية الدواجن تُعد من أكثر المشاريع التي يمكن أن تحقق مردوداً جيداً بتكاليف تشغيل منخفضة، شرط الاهتمام بالنظافة وتنظيم الغذاء وحماية الدواجن من الأمراض والمفترسات، مؤكداً أن ما قامت به أسرة أم حسين يعكس فهماً جيداً لكيفية إدارة الموارد البسيطة وتحويلها إلى مصدر دخل حقيقي، وهو نموذج قابل للتطبيق بسهولة في معظم القرى والمناطق الريفية.