الحرية – باسمة إسماعيل:
يواصل مشفى اللاذقية الجامعي عمله كواحد من أبرز المراكز الصحية والتعليمية في سوريا، رغم التحديات اليومية المرتبطة بنقص الأدوية وتعطل بعض الأجهزة الحيوية وصيانتها.
الأرقام تكشف حجم الضغط
ممرات مزدحمة، عيادات مكتظة، وأقسام إسعاف تعمل على مدار الساعة، وبين كل هذه الحركة، يحاول الكادر الطبي والتمريضي تقديم الخدمة الممكنة بأقصى طاقة تشغيلية متاحة.
وفي تصريح خاص لـ “الحرية” بيّن معاون مدير مشفى اللاذقية الجامعي للشؤون الصحية الدكتور فراس حسين، أنه منذ بداية العام وحتى نهاية شهر أيلول، استقبل المشفى أكثر من 123 ألف مراجع لقسم الإسعاف، إلى جانب 80 ألف مريض في العيادات الخارجية، وأكثر من 20 ألف حالة قبول ضمن الأقسام المختلفة.
وتابع: يجرى يومياً نحو 100 جلسة غسيل كلى، بالإضافة إلى عمليات جراحية باردة تتجاوز الألف شهرياً، و400 عملية إسعافية، تشمل مختلف الاختصاصات.
وبحسب د. فراس فإن المشفى يقدم خدمات شاملة رغم الضغط والتحديات، ويغطي معظم الاختصاصات من خلال كوادر طبية وتدريسية وطلابية على مدار اليوم.
كوادر عاملة وأجهزة قيد الإصلاح
وأضاف: يضم المشفى 943 سريراً، ونحو 260 من الأطباء، بينهم 160 من أعضاء الهيئة التدريسية التابعة لكلية الطب، و106أطباء متعاقدين لمصلحة المشفى، و 1420 طالب دراسات عليا موزعين على مختلف الأقسام، إلى جانب كادر تمريضي قوامه حوالي 1200، يغطي الحاجة الفعلية حالياً، ولا يزال بحاجة إلى دعم إضافي، حيث ينتظر المشفى إقرار دفعة جديدة من خريجي مدرسة التمريض لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
أجهزة تعمل وأخرى قيد الإصلاح
لكن على الجانب التقني، أوضح أن المشفى يعاني من خروج بعض الأجهزة عن الخدمة، أبرزها جهاز الرنين المغناطيسي وهو قيد الإصلاح، وجهاز الطبقي المحوري نوع “سيمنس”، خارج الخدمة حالياً في حين يعمل جهاز طبقي محوري آخر نوع “توشيبا” للحالات الإسعافية.
ولفت إلى أن بعض الأجهزة الطبية خرجت عن الخدمة نتيجة العقوبات السابقة، ويتم حالياً العمل مع وزارة الصحة ليتم إصلاحها، حيث تم البدء بالمناقصات، وقسم من هذه الأجهزة يقوم المشفى بالتواصل مع الشركات الموردة والوكلاء الأصليين لإصلاحها، لنصل لتقديم خدمات أفضل للمرضى.
آراء المرضى بين رضا ومطالب
تعكس آراء المواطنين الذين التقتهم “الحرية” تبايناً بين الرضا على أداء الكادر الطبي، والتحفظ على واقع الانتظار ونقص بعض التحاليل الدموية الوراثية، وأعطال الأجهزة
تقول رقية أم أيمن إحدى المرافقات لوالدتها السبعينية في قسم العيادات: إنّ المشفى جيد، لكن الوقت الطويل للانتظار مزعج خاصة لكبار السن، بالإضافة لذلك أحياناً نضطر لإجراء تحاليل أو صور خارج المشفى وهو مربك لمرافق المريض الكبير بالسن.
ويوافقها الرأي خالد نور الدين أحد المرضى بأن الطاقم الطبي متعاون، ولكن المشكلة في تعطل الأجهزة، وتأخير ببعض التحاليل.
استمرار العمل رغم التحديات
ونوه بأنه رغم الضغط الكبير والتحديات التي يواجهها مشفى اللاذقية الجامعي، يواصل أداء مهامه كمنظومة صحية وتعليمية متكاملة، معتمداً على كوادره البشرية وتعاونه المستمر مع الجهات الوزارية، ليبقى صرحاً طبياً رائداً على مستوى سوريا والمنطقة.
في ظل هذا الواقع، يظل مشفى اللاذقية الجامعي نقطة طبية محورية لمئات المرضى يومياً، تجمع بين العمل الأكاديمي والخدمي، وتحاول – بما هو متاح – أن توازن بين الطلب المتزايد والإمكانات المحدودة.