مصائد الموت الجماعي الفلسطيني

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية ـ سامر اللمع:

يواصل الاحتلال الإسرائيلي سياسة القتل الجماعي المتعمد بحق المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، ضارباً عرض الحائط بكل الأعراف وقوانين حقوق الإنسان.‏

فقد أكد المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني اليوم الثلاثاء، أن الاحتلال الإسرائيلي حوّل مراكز توزيع ‌‏”المساعدات الأمريكية – الإسرائيلية” إلى مصائد موت جماعي وأفخاخ دموية، حيث ارتفعت حصيلة ‏الضحايا المُجوَّعين إلى 102 شهيد و490 مصاباً خلال 8 أيام فقط.‏

وقال المكتب في بيان صادر عنه: في جريمة مروّعة متكررة ومتعمدة، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي ‏اليوم، مجزرة جديدة قرب مركز «المساعدات الأمريكي – الإسرائيلي» في محافظة رفح، أسفرت عن ‏استشهاد 27 مدنياً مُجوّعاً، وإصابة أكثر من 90 آخرين بجراح متفاوتة.‏

وأوضح أنه بذلك، ترتفع حصيلة ضحايا هذه المراكز إلى 102 شهيد و490 مصاباً منذ الشروع في ‏تشغيلها في مناطق رفح وجسر وادي غزة بتاريخ 27 أيار 2025، في إطار مشروع مشبوه يُدار بإشراف ‏الاحتلال الإسرائيلي ويُروّج له تحت مسمى “الاستجابة الإنسانية”، بينما يُمارَس فيه القتل على الملأ ‏وعلى الهواء مباشرة وتُرتكب فيه جرائم إبادة جماعية ممنهجة.‏

وقال الإعلامي الحكومي: إن ما يُسمى بمراكز توزيع “المساعدات”، والتي تقام في مناطق حمراء ‏مكشوفة وخطيرة وخاضعة لسيطرة جيش الاحتلال، تحوّلت إلى مصائد دم جماعية، يُستدرج إليها ‏المدنيون المُجوَّعون بفعل المجاعة الخانقة والحصار المشدد، ثم يتم إطلاق النار عليهم عمداً وبدم بارد، ‏في مشهد يختصر خُبث المشروع ويُعري أهدافه الحقيقية.‏

مشيراً إلى أن هذه المراكز لا تخضع لأي إشراف إنساني مستقل، بل تُدار أمنياً من قبل الاحتلال ‏الإسرائيلي وشركة أمنية أمريكية، ما يجعلها نقاط قتل تحت غطاء إنساني زائف، ويُصنّفها القانون ‏الدولي كمواقع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.‏

وأدان المكتب الإعلامي بأشد العبارات ارتكاب هذه المجازر بحق المُجوَّعين المدنيين، محملاً الاحتلال ‏الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر المستمرة التي تُنفذ تحت مظلة “المساعدات”، كما حمّل ‏معه الإدارة الأمريكية الداعمة سياسياً وميدانياً لهذا المشروع الدموي، المسؤولية المباشرة عن استخدام ‏الغذاء كسلاح في حرب الإبادة الجارية على غزة.‏

وتابع: إن تكرار المجازر في مراكز التوزيع يومياً، وفي وضح النهار، وبأرقام صادمة من الشهداء ‏والمصابين، يكشف للعالم أن ما يجري هو استخدام متعمد للمساعدات كأداة للقتل والتطهير الجماعي، ‏وهو ما يرقى لجريمة إبادة بموجب المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948.‏

وطالب “الإعلامي الحكومي” الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ومنظمات حقوق الإنسان، بتحمل ‏مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية، والتحرك الفوري والضغط بكل الوسائل المتاحة لفتح المعابر الرسمية ‏دون تدخل أو شروط من الاحتلال، وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية من خلال مؤسسات الأمم المتحدة ‏والمنظمات الدولية المحايدة، بعيداً عن هذا النموذج الإسرائيلي – الأمريكي القاتل.‏

الوسوم:
Leave a Comment
آخر الأخبار