الحرية ـ سامر اللمع:
يواصل الاحتلال الإسرائيلي سياسة القتل الجماعي المتعمد بحق المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، ضارباً عرض الحائط بكل الأعراف وقوانين حقوق الإنسان.
فقد أكد المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني اليوم الثلاثاء، أن الاحتلال الإسرائيلي حوّل مراكز توزيع ”المساعدات الأمريكية – الإسرائيلية” إلى مصائد موت جماعي وأفخاخ دموية، حيث ارتفعت حصيلة الضحايا المُجوَّعين إلى 102 شهيد و490 مصاباً خلال 8 أيام فقط.
وقال المكتب في بيان صادر عنه: في جريمة مروّعة متكررة ومتعمدة، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم، مجزرة جديدة قرب مركز «المساعدات الأمريكي – الإسرائيلي» في محافظة رفح، أسفرت عن استشهاد 27 مدنياً مُجوّعاً، وإصابة أكثر من 90 آخرين بجراح متفاوتة.
وأوضح أنه بذلك، ترتفع حصيلة ضحايا هذه المراكز إلى 102 شهيد و490 مصاباً منذ الشروع في تشغيلها في مناطق رفح وجسر وادي غزة بتاريخ 27 أيار 2025، في إطار مشروع مشبوه يُدار بإشراف الاحتلال الإسرائيلي ويُروّج له تحت مسمى “الاستجابة الإنسانية”، بينما يُمارَس فيه القتل على الملأ وعلى الهواء مباشرة وتُرتكب فيه جرائم إبادة جماعية ممنهجة.
وقال الإعلامي الحكومي: إن ما يُسمى بمراكز توزيع “المساعدات”، والتي تقام في مناطق حمراء مكشوفة وخطيرة وخاضعة لسيطرة جيش الاحتلال، تحوّلت إلى مصائد دم جماعية، يُستدرج إليها المدنيون المُجوَّعون بفعل المجاعة الخانقة والحصار المشدد، ثم يتم إطلاق النار عليهم عمداً وبدم بارد، في مشهد يختصر خُبث المشروع ويُعري أهدافه الحقيقية.
مشيراً إلى أن هذه المراكز لا تخضع لأي إشراف إنساني مستقل، بل تُدار أمنياً من قبل الاحتلال الإسرائيلي وشركة أمنية أمريكية، ما يجعلها نقاط قتل تحت غطاء إنساني زائف، ويُصنّفها القانون الدولي كمواقع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأدان المكتب الإعلامي بأشد العبارات ارتكاب هذه المجازر بحق المُجوَّعين المدنيين، محملاً الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر المستمرة التي تُنفذ تحت مظلة “المساعدات”، كما حمّل معه الإدارة الأمريكية الداعمة سياسياً وميدانياً لهذا المشروع الدموي، المسؤولية المباشرة عن استخدام الغذاء كسلاح في حرب الإبادة الجارية على غزة.
وتابع: إن تكرار المجازر في مراكز التوزيع يومياً، وفي وضح النهار، وبأرقام صادمة من الشهداء والمصابين، يكشف للعالم أن ما يجري هو استخدام متعمد للمساعدات كأداة للقتل والتطهير الجماعي، وهو ما يرقى لجريمة إبادة بموجب المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948.
وطالب “الإعلامي الحكومي” الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ومنظمات حقوق الإنسان، بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية، والتحرك الفوري والضغط بكل الوسائل المتاحة لفتح المعابر الرسمية دون تدخل أو شروط من الاحتلال، وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية من خلال مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المحايدة، بعيداً عن هذا النموذج الإسرائيلي – الأمريكي القاتل.