الحرية – لوريس عمران:
تُعتبر مطحنة جبلة من أهم المنشآت الصناعية في محافظة اللاذقية، حيث تضطلع بدور محوري في تأمين الدقيق التمويني، وتوفير المادة الأساسية لإنتاج الخبز للأفران الآلية والاحتياطية والخاصة في جميع أنحاء المحافظة، كما يسهم دورها الفاعل في تعزيز الأمن الغذائي للمواطنين، ما يجعلها ركيزة أساسية ضمن سلسلة الإمداد الغذائي في المنطقة و تعزيز القدرة الإنتاجية بجهود متفانية.
محمد جولاق مدير المكتب الصحفي لمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بيّن لـصحيفتنا “الحرية” أن الطاقة الإنتاجية اليومية للمطحنة تصل إلى ٤٢٥ طنًا من القمح.
وأشار جولاق إلى أن “الجهود الاستثنائية التي يبذلها العاملون، والدعم الإداري المستمر، مكّنت من رفع هذه القدرة إلى ٤٥٠ طنًا يوميًا، ما يعكس مستوى عالياً من الكفاءة والانضباط في إدارة وتشغيل هذه المنشأة الحيوية”، هذا التجاوز للطاقة التصميمية يبرز الالتزام بتحقيق أقصى درجات الفاعلية.
وعن مصادر القمح المتنوعة وتأمين المخزون
تعتمد المطحنة على مصدرين أساسيين لتأمين القمح اللازم لعملياتها: الأول هو القمح المستورد الذي يصل عبر بواخر الشحن إلى مرفأ اللاذقية، والثاني هو القمح السوري المحلي عالي الجودة الذي يتم توريده من صوامع القطر.
وأوضح جولاق أن الدقيق المنتج يُخزن في عنابر بيتونية محكمة الإغلاق، ثم يُعبأ في أكياس بولي بروبلين بسعة ٥٠ كيلوغرامًا، باستخدام قبابين إلكترونية دقيقة. ويتم ترتيب الأكياس داخل صالات الإنتاج في أكوام منظمة استعدادًا لنقلها إلى الأفران أو المستودعات المخصصة، وتضم المطحنة ثلاثة مستودعات لتخزين الدقيق، تبلغ السعة الإجمالية لكل مستودع ١٠٠٠ طن، ما يعزز قدرة المنشأة على تلبية الطلب المستمر ويضمن استمرارية الإمداد.
استثمار المنتجات الثانوية وجهود التطوير المستمر
وتقوم المطحنة بفرز وبيع المنتجات الثانوية مثل النخالة والشوائب من خلال مزادات علنية، تتم بالتنسيق مع الإدارات المختصة. وفي حال عدم نجاح المزاد، يتم اللجوء إلى البيع المباشر بعد الحصول على الموافقات اللازمة من الإدارة العامة ومديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك.
وفي إطار السعي لرفع الكفاءة الإنتاجية وتحسين الأداء، أكد جولاق تشكيل لجنة فنية إنتاجية متخصصة بشؤون المطاحن، تعمل على وضع آليات تطوير فعالة تشمل جميع مطاحن القطر، ويتم التنسيق المستمر مع الإدارة العامة، ممثلة بالسيد “حسن عثمان” ومع مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك عبد الوهاب السفر، بهدف تذليل كل التحديات التي قد تواجه سير العمل.
تُجسد مطحنة جبلة نموذجًا ناجحًا للتكامل بين الكفاءة الفنية والتخطيط الإداري، ما يمكنها من الإسهام بفاعلية في تحقيق الأمن الغذائي بالمحافظة وتلبية الاحتياجات اليومية للمواطنين من مادة الخبز الأساسية، ومع استمرار جهود التطوير والمتابعة الدورية، تواصل المطحنة أداء دورها الحيوي بثقة واقتدار، مؤكدة مكانتها كمنشأة حيوية في خدمة المجتمع.