الحرية- راتب شاهين:
تكشف الأيام بوضوح خفايا غرف الاستخبارات، التي تخطط وتنفذ الحروب لخدمة الرأسمالية الغربية، وكيفية تبديل الأهداف السياسية المعلنة، من إنقاذ الدول إلى اقتصادية بحتة، بإنقاذ أرباح الغرب من الحروب وما بعد الحروب، وكما تكشف كيفية خفض سقف الأطماع من السيطرة على خيرات دول عظمى مثل “روسيا”- عند العجز طبعاً- فتكتفي بخيرات دول أقل – معادن أوكرانيا.
واشنطن طالبت بالحصول على 50% من المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا، بموجب مقترح قُدمته إلى الرئيس الأوكراني، كجزء من اتفاقية شراكة بين البلدين.
مطالبة واشنطن صراحة لكييف بالمعادن مقابل استمرار تدفق المساعدات، يكشف الأهداف من الحرب الروسية – الأوكرانية، التي كان من الممكن تفاديها، بدفع الغرب لكييف بتنفيذ الاتفاقيات وإعلانها الحياد، لكن ذلك لم يتم بل واصلت الغرف السوداء للغرب بدفع أوكرانيا إلى الهاوية، وإدارة تصعيد استفزازاتها لروسيا، إلى إعلان الأخيرة، عن العملية الخاصة التي تجري اليوم تحت سقف منضبط، إلى الآن على أقله.
“تعد أوكرانيا من بين أكبر 10 من موردي المعادن في العالم، إذ تشكل حصتها حوالي 5%”. وللمعادن النادرة دور مهم في التفوق التكنولوجي للدول، وبخاصة لما له من صلة بالصناعات التقنية العسكرية.
إن مرور السنوات و العقود يكشف ويؤكد أن الصراع بين الغرب الرأسمالي والاشتراكية الأممية، ومركزها الاتحاد السوفييتي السابق، ليس ايدلوجياً فقط وهو كذلك في الظاهر، لكنه صراع على الموارد وما تحتويه روسيا الاتحادية، من موارد هائلة يطمع الغرب بها، و يجعل منها هدفاً مستمراً لهجمات غربية متتالية مقيدة، بحسب الظروف الدولية وانشغال الغرب بملفات مختلفة.
بانتظار نتائج الاجتماع الروسي – الأمريكي في الرياض، المخصص لبحث إعادة ترتيب الجبهات لأكثر.