الحرية- آلاء هشام عقدة :
في مشهد ينبض بالحياة والحرفية، شهدت بلدة صلنفة الجبلية في ريف اللاذقية إقامة معرض محلي يهدف إلى دعم وتمكين النساء الريفيات وأصحاب الحرف الصغيرة، في محاولة لتعزيز الاقتصاد المحلي في المناطق الريفية السياحية .
المعرض الذي يختتم اليوم واستمر لمدة يومين استقطب عشرات المشاركين من مختلف قرى المنطقة، تحوّل إلى منصة حيوية لعرض منتجات يدوية وزراعية، من الخيزران،الفخار، المونة البيتية والمربيات، إلى التطريز والصناعات التقليدية، الرسم على الزجاج، التطريز، الحلويات، صابون غار، معطرات، وألبسة ما يعكس غنى هذه المجتمعات بالمواهب والموارد التي غالباً ما تُهمّش في السياسات الاقتصادية المركزية.
وتقول كنانة عدرا مديرة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في تصريح لصحيفتنا ” الحرية” اجتمعنا اليوم في هذا المعرض لنقول أن سوريا الجديدة قادرة على الإنتاج والإبداع والإبتكار ، هدفنا من المشاركة التسويق والترويج لمنتجات هذه المشروعات حيث أن هذه المنتجات ماهي إلا مخرجات دورات اتبعتها السيدات بالتعاون مع هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وأضافت يساهم هذا المعرض في تنشيط الحركة الإقتصادية والإجتماعية وتنمية منطقة صلنفة بشكل عام وأيضاً إبراز الهوية التراثية لهذه المنطقة
وجود مساحة مثل هذا المعرض يعطينا دفعة قوية، ليس فقط لنبيع، بل لنثبت أن لدينا قدرة على الإنتاج والاستمرار رغم الصعوبات.
أما المشاركة فاتن صباغ ” فنانة” في الأعمال اليدوية وشك وتطريز المفارش والإكسسوارات، وإعادة التدوير بينت أن الهدف من المشاركة بمثل هذه المعارض هو عرض المنتجات والتعريف بها وتصريف هذه البضائع.
أما عادل سلمس منتج ألبسة يقوم بعرض منتجات مختلفة من الألبسة من نتاج عمله بينّ أن الهدف من مشاركته دعم الإنتاج الوطني والتعريف بمنتجاته وبيعها.
تعزيز الاستقلال الاقتصادي
يأتي هذا الحدث ضمن جهود محلية لتقوية الاقتصاد الريفي عبر تمكين الفئات المهمّشة، وخاصة النساء اللواتي يتحملن عبء إعالة أسرهن في ظل ظروف معيشية صعبة وارتفاع معدلات البطالة.
وقد ركّز منظمو المهرجان على تقديم الدعم اللوجستي والتسويقي لهؤلاء المنتجين، في محاولة لكسر عزلتهم وربطهم بالأسواق المحلية وربما مستقبلًا بالأسواق الرقمية أو السياحية.
تعتبر المناطق الجبلية مثل صلنفة من البيئات الغنية بالإمكانات الطبيعية والبشرية، إلا أنها غالبًا ما تعاني من التهميش الخدمي والاقتصادي، ويعد هذا المهرجان خطوة رمزية ولكنها مهمة نحو تسليط الضوء على ضرورة إدماج هذه المناطق في خطط التنمية المستدامة.
معرض صلنفة ليس مجرد فعالية محلية، بل هو مقصد سياحي عاد للواجهة، يعكس طموحات صانعات التغيير في الأرياف، وأملاً بأن تتحول هذه المبادرات من مناسبات موسمية إلى برامج دائمة تُحدث فرقاً حقيقياً في حياة الناس.