الحرية – باسمة اسماعيل:
شهدت صالة المركز الثقافي العربي باللاذقية للمعارض، افتتاح المعرض الفني “حكاية بلد” الذي أقامته مديرية التربية والتعليم، بحضور محافظ اللاذقية ومدير التربية وفعاليات تربوية وثقافية، إضافة إلى جمهور واسع من الطلاب وذويهم.
المعرض حمل بصمة مميزة لطلاب مختلف المراحل الدراسية وبعض مدرسي التربية الفنية في المحافظة، مقدماً أكثر من سبعين لوحة تنوعت في موضوعاتها وأسلوب تنفيذها.
نتاج جهد جماعي
رمضان النزهان المنسق العام للمعرض من دائرة المسرح المدرسي بمديرية تربية اللاذقية، أوضح في تصريح خاص ل”الحرية” أن الفعالية جاءت تتويجاً لعمل طويل شارك فيه طلاب ومدرسون وموجهون اختصاصيون، حيث تفاعلت جميع المراحل الدراسية مع مناسبة عيد التحرير، لنصل إلى هذا المنتج الفني الذي يعكس انفعال الطلاب الصادق تجاه الحدث.
وأشار النزهان إلى أن المعرض ضم أعمالاً لطلاب المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية، إضافة إلى قسم خاص بلوحات مدرسي الفنون الجميلة في المحافظة، مشيراً إلى أن الأعمال تنوعت من حيث المواد والتقنيات والأحجام، وفق تعليمات الوزارة لكل مرحلة عمرية.
تنوع تقني وموضوعي
كما بيّن النزهان أن لوحات المرحلة الابتدائية نُفّذت بقياس 50×35 سم، وعبرت عن مشاعر الأطفال تجاه مناسبة التحرير، أما المرحلة الإعدادية فتميزت بتقنيات الكولاج عبر قصاصات المجلات والأوراق الملوّنة، فيما استخدم طلاب المرحلة الثانوية الألوان الزيتية والمائية وأقلام الباستيل والشمع، أما أعمال المدرسين فتميزت بتقنيات وأساليب خاصة عكست خبرتهم الفنية وانفعالهم تجاه المناسبة.
وأكد أن لجنة الفرز بالمديرية اختارت 12 عملاً من بين مشاركات مدارس المحافظة، لإرسالها إلى دمشق للمشاركة في المعرض المركزي، بواقع ثلاثة أعمال عن كل مرحلة وثلاثة أعمال للمدرسين.
آراء الطلاب والحضور
عبّر الطلاب عن رؤيتهم للثورة والتحرير بلوحات حملت رموز الدمار والحياة والأمل، مؤكدين في حديثهم ل “الحرية” أن الفن كان وسيلتهم للتعبير الصادق عن مشاعرهم ورؤيتهم لسوريا القادمة، كما أجمع الحضور الذين التقتهم “الحرية” على أن الأعمال جاءت ناضجة ولافتة، وقدمت رمزية قوية -خصوصاً في لوحات الكولاج وتبديل العلم- مشيرين إلى أن المشاركين أظهروا وعياً وطنياً مبكراً، وقدرة على تحويل التجربة إلى لغة فنية مؤثرة.
الثورة.. الماضي والحاضر والمستقبل
وحول موضوعات اللوحات، أوضح النزهان أن الأعمال تناولت العلم، الجندي، رموز الثورة، الشهداء، والدمار، إضافة إلى رؤى الطلاب لمستقبل سوريا بعد التحرير، مبيناً أن الوزارة طلبت التركيز على ثلاثة محاور: مراحل الثورة منذ عام 2011، الشهداء ورموزهم، ورؤية المشاركين لسوريا المستقبل.
لقد جسدت اللوحات الماضي والحاضر والمستقبل بعمق وصدق، من خلال لغة لونية وشكلية عفوية بعيدة عن التكلف.
أعمال مبهرة من جميع المراحل
من جهتها أشارت إيمان كحيلة، مدرسة الفنون في مدرسة المتفوقين وواحدة من المشاركات في تجهيز المعرض، إلى أن المعرض جاء بعد سلسلة معارض مدرسية على مستوى المحافظة، تم خلالها اختيار أجمل الأعمال عبر لجان مختصة.
وقالت: إن الطلاب عبّروا عن مشاعرهم تجاه 14 عاماً من مراحل الثورة، من خلال فنون متنوعة، وقدموا أعمالاً مبهرة سواء في الشمع والباستيل أو في الكولاج أو الألوان الزيتية.
وأوضحت كحيلة أن بعض اللوحات أعلنت الانتصار بشكل رمزي، ومنها لوحة تظهر تبديل العلم القديم بالجديد عبر تقنية لف الورق، حيث حمل اللون الأخضر رمز الازدهار، والنجوم الحمراء رمز الدماء السورية، فيما مثل اللون الأصفر شمس سوريا الجديدة بعد التحرير.
لغة فنية بليغة
نجح معرض “حكاية بلد” في تحويل تجربة طلاب اللاذقية إلى لغة فنية بليغة، تجمع بين الذاكرة الوطنية والرؤية المستقبلية. وقدم المشاركون، صغاراً وكباراً، شغفهم وسردهم الخاص لحكاية وطن عبر لوحات تنبض بالأمل والصدق والإبداع.