الحرية – مركزان الخليل:
لا أحد يستطيع تجاهل القيمة الاقتصادية والاجتماعية، وحتى الثقافية لمعرض دمشق الدولي، والتي يعود بها لعقود من الزمن، حملت معها الكثير من الإيجابيات انعكست بمجملها على الواقع الاقتصادي والمعيشي للمواطن، من خلال جملة من المعطيات أهم الاستثمارات، والمبادلات التجارية، وعقود الاستثمار والصفقات التي كانت تعقد على هامش فعاليات المعرض، والتي سجلت أرقاماً قياسية، من رؤوس الأموال نصيب الحالة الإنتاجية القسم الكبير منها، واليوم نتطلع جميعاً لتحقيق هذه المفردات بما يخدم الوطن والمواطن على السواء.
الخبير الاقتصادي الدكتور شادي أحمد أكد في تصريحه لصحيفة” الحرية” على أهمية هذه التظاهرة الاقتصادية، والتي تحمل بعداً رمزياً يتجاوز كونه فعالية اقتصادية دورية، فهو يمثل حالة ثقافية وطنية وجسراً حضارياً يجمع بين البعد الاقتصادي والهوية السورية، إقامة هذه الدورة في هذا التوقيت تعكس دخول سوريا مرحلة جديدة عنوانها التماسك والتعافي والانفتاح.
منصة استراتيجية
اليوم، ومع تزايد المؤشرات على عودة العلاقات الإقليمية، والدولية إلى طبيعتها، يشكل المعرض منصة استراتيجية لإعادة تقديم الاقتصاد السوري، والتأكيد على أن سوريا قادرة على استعادة دورها في سلاسل التجارة الإقليمية والدولية، ومشاركة أكثر من 40 دولة و1500 شركة، يعطي إشارة واضحة على اهتمام واسع، ويدل على أن هناك فرصاً حقيقية يمكن البناء عليها.
خبير اقتصادي: إقامة هذه الدورة في هذا التوقيت تعكس دخول سوريا مرحلة جديدة عنوانها التماسك والتعافي والانفتاح
وأضاف “أحمد” أن المعرض فرصة ثمينة للصناعيين والتجار لتعزيز حضورهم محلياً ودولياً، يمكن من خلاله عرض المنتجات الوطنية، وبناء شراكات، وتوقيع اتفاقيات تصدير، واستكشاف أسواق جديدة، في ظل التوجهات الحكومية نحو دعم الصناعة والإنتاج المحلي، يصبح المعرض أداة عملية لتحقيق هذه الأهداف.
أما الجهات الحكومية، فيمكن أن توظف الحدث للترويج للفرص الاستثمارية، عرض المشاريع الكبرى، وإظهار التسهيلات المقدمة للمستثمرين، سواء المحليين أو الأجانب. كذلك، وجود وفود رسمية من دول صديقة يمهد لتوسيع مجالات التعاون الثنائي في قطاعات الطاقة، النقل، الزراعة، والتكنولوجيا.
على المدى القريب، تنشيط الحركة الاقتصادية من خلال استقطاب الزوار، تنشيط الفنادق، خدمات النقل، والمطاعم. يُتوقع أن يتجاوز عدد الزوار هذا العام 500 ألف زائر، وهو رقم كبير من شأنه أن ينعكس إيجاباً على عدد من القطاعات الخدمية.
بناء الثقة
أما على المدى الأبعد، فالمعرض يعيد بناء الثقة بالمنتج السوري، ويعزز من قابلية الاقتصاد المحلي لجذب الاستثمارات والشراكات، والتفاعل بين العارضين المحليين والدوليين، يسهم في نقل الخبرات وفتح آفاق جديدة للإنتاج والتسويق، كذلك التغطية الإعلامية المرافقة تلعب دوراً في تقديم صورة متجددة عن سوريا كبيئة اقتصادية مستقرة وقابلة للنمو.
وبالتالي معرض دمشق الدولي يشكل محطة مهمة في مسار التعافي الاقتصادي، ويعكس تطلعات السوريين إلى مرحلة جديدة عنوانها الإنتاج والانفتاح والشراكة.