معرض دمشق الدولي قبل ساعاتٍ من نهاية دورته الحالية.. فعاليات اقتصادية: خطوة باتجاه إحياء الصناعة المحلية ومنصة لجذب الاستثمارات 

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – مركزان الخليل : 

لا يختلف اثنان حول أهمية “معرض دمشق الدولي” كظاهرة اقتصادية، محسوبة النتائج على الصعيد الاقتصادي بالدرجة الأولى، والاجتماعي ثانياً، دون تجاهل الأثر السياسي الذي تحدثه على صعيد المشاركات الدولية الواسعة، والتي تعبر في معظم الأحيان عن مستوى العلاقة بين البلدين.

وترجمة ذلك بدت واضحة من حيث المشاركة على مستوى الدول الهامة، التي شكلت في مشاركتها محوراً مهماً لنجاح فعاليات المعرض، إلى جانب مشاركات واسعة من الشركات المتخصصة في عالم الإنتاج والإبداع، منها المحلي والخارجي والتي تجاوز عددها ٨٠٠ شركة، كل واحدة منها تحكي قصة تعبر عن أهمية هذه التظاهرة الاقتصادية، ليس على مستوى سورية، أو الشرق الأوسط فحسب، بل على مستوى العالم أيضاً، باعتبار المعرض يحمل هوية سفير “بحجم بلدٍ” متعددة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية، عبرت عن وجه سورية الحضاري والإنساني والتاريخي أيضًا.

استمرار للنشاط الاقتصادي

وضمن هذا الإطار، حاولت صحيفة “الحرية” إلقاء الضوء على أهمية مشاركة الفعاليات الاقتصادية في المعرض، حيث أكد عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق لؤي الأشقر، على أهمية المعرض الاقتصادية، معتبراً إقامته في هذه الظروف الحالية يمكن أن يحقق نتائج إيجابية ملموسة، إذا تم تنظيمه بشكل فعال ومدروس، ووفق خطوات تسمح بتحقيق نجاحات بمستويات متنوعة، بحيث تترك آثارًا إيجابية تشمل إعادة التأكيد على استمرارية النشاط الاقتصادي، رغم التحديات التي نشهدها اليوم وتحتاج لمعالجات فورية، وبما يعزز ثقة الداخل والخارج بالسوق السورية، وتنشيط الحركة التجارية داخليًا وخارجيًا من خلال لقاءات الأعمال والترويج للمنتج الوطني، إضافة إلى جذب المستثمرين العرب والأصدقاء الدوليين، وفتح قنوات تصدير وتسويق جديدة، تحمل فيها البضائع السورية بصمة النجاح بمنافسة عادلة وجودة عالية أيضاً.

والدور المهم أيضًا للمعرض هو أنه يمكن من خلاله إبراز الصناعات السورية، وقدرتها على المنافسة رغم صعوبات الحصار، والآثار السلبية لحرب السنوات الماضية، وتحفيز السوق المحلية من خلال الطلب المرتبط بالعروض والفعاليات المرافقة لنشاط المعرض اليومي، والأهم فتح الباب أمام الشركات الخارجية لتحقيق استثمار تشاركي ونوعي يعود بالفائدة على كافة الأطراف وفق قواعد صحيحة وسليمة.

جاذب للاستثمار

أيضًا عدنان الحافي، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق، أكد على الأهمية الكبيرة لمعرض دمشق الدولي من الناحية التاريخية، إذ يعتبر حدثًا اقتصاديًا وثقافيًا مهمًا جدًا في سورية، منذ انطلاقته الأولى في العام ١٩٥٤، الأمر الذي أكسبه صفة أكبر معرض في تاريخ الشرق الأوسط، وله دور بارز في الترويج للمنتجات الوطنية، وسيكون له دور أكبر خلال المرحلة المقبلة، وذلك من خلال جلب الاستثمارات العربية والدولية، والمساهمة في إعادة رسم خارطة جديدة للإنتاج الوطني.

منصة شاملة

أما فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، فقد أكد الحافي على أهمية هذا الدور باعتباره منصة شاملة تجمع ما بين التجارة والصناعة، ومنصة ذهبية لتسليط الضوء على كل المنتجات الوطنية، وفي الوقت نفسه نحاول من خلاله إعادة إحياء الصناعة الوطنية، سواء التقليدية أو الحديثة، طملًا أن تكون الدورة ٦٢ من معرض دمشق دورة استثنائية، وخاصة بعد التحرير وسقوط النظام البائد الذي أفرغ المعرض من مضمونه الحقيقي، منوهًا بأن المعرض سيعود إلى ألقه كما كان في سنوات ستينات القرن الماضي، معتبرًا أن وجود المعرض يشكل ناحية إيجابية جدًا للهوية السورية الحديثة، ويعكس التراث السوري، وبذات الوقت نقدم للعالم أننا لا نزال منافسين، ودمشق لا تزال رائدة في التجارة والصناعة، وتتمتع بالموقع الاستراتيجي المهم لكل المهتمين بالشراكة الاقتصادية السورية، وزيادة فرص التعاون التي تؤمن شراكة المنفعة المتبادلة.

Leave a Comment
آخر الأخبار