الحرية- أنطوان بصمه جي:
تحولت صالة “فتحي المدرس” للفنون الجميلة بحلب إلى وثيقة بصرية مؤثرة تجسد رحلة الوطن وذلك عبر معرض فني كبير حمل عنوان “تحرير سوريا”، نظمه اتحاد الفنانين التشكيليين فرع حلب.
وشارك في هذا المعرض نحو 50 فناناً وفنانة من أبرز الأسماء التشكيلية الحلبية، قدموا عبر لوحاتهم ومنحوتاتهم سرداً بصرياً يعيد رواية ملحمة التحرير والنصر.
إذ لم تكتفِ الأعمال المعروضة بتخليد لحظة الانتصار، بل نسجت قصة التحول من وجع الخسارة والألم، وصولاً إلى بشائر التحرير وبدايات عصر إعادة البناء والأمل، مستخدمة في ذلك جمالية الخط العربي، وبراعة النحت، ودفء الألوان.
وبين الدكتور محمد صبحي يحيى رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية في تصريح خاص لصحيفتنا “الحرية” أن المعرض يأتي احتفاءً بيوم النصر والتحرير، مضيفاً إن الأعمال المعروضة تتميز بجمالها وقوتها في التعبير، وتؤكد ريادة حلب للمشهد الفني السوري بكل ما تملكه من إرث وطاقة وجمال، وفنانيها الكبار الذين يشكلون أساتذة حقيقيين وصرحاً فنياً راسخاً للوطن.
من جانبه، أوضح محمد عساف رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين بحلب أن المعرض يأتي ضمن سلسلة فعاليات تعيد تأكيد الدور الثقافي الرائد للمدينة، مؤكداً أن حلب بعد التحرير عادت لتستعيد مكانتها الطبيعية كعاصمة للثقافة والفن في سورية.
وتنوعت المدارس والتقنيات الفنية على جدران الصالة، لترسم معاً لوحة متكاملة كمشروع وطني كبير.
فجاءت مشاركة الفنان سعد قصبجي بلوحتين واقعيتين، وأخرى تروي مأساة الهجرة وتفكك العائلة السورية قبل التحرير، معبراً عن أن التحرير كان حلماً واليوم تحقق.
أما الفنانة هيفاء تيليك فتناولت في عملها الفني قصة الخريف الذي مضى باستخدام تقنية مختلطة، مؤكدة أن يوم التحرير يتطلع إلى همة الجميع للبناء. في حين اختار الفنان خلدون الأحمد لوحتين من مدرسته “الحروفية” ليعبر عن حبه لمدينته ووطنه، قائلاً: “أعمالنا في جوهرها رسالة حب للوطن الغالي احتفاءً بيوم التحرير”، كما أعاد الفنان محمد صفوة إحياء ذاكرة حلب القديمة بلوحة زيتية لحارة من حارات حلب العتيقة، معبراً عن سعادته بتحقق حلم التحرير.
ويشكل المعرض في مضامينه رسالة فنية واضحة مفادها أن الفن السوري كالشعب السوري المبدع والقادر على تحويل مسيرة النضال إلى إبداع جمالي.
تصوير- صهيب عمراية