الحرية- بقلم: يسرى المصري:
وما أدراك ما ذكرى معركة “ردع العدوان” وتحقيق التحرير، إنها البداية الحقيقية لعنوان عريض لميلاد سوريا الجديدة، وميلادِ اقتصاد السلام ..
ربما لا يزال الطريق طويلاً أمام التعافي الاقتصادي الكامل لسوريا، ولكن المعركة الحقيقية الآن هي معركة البناء والإعمار. وإنَّ إنجازات العام الأول تثبت أن تحرير الأرض كان الخطوة الأولى الضرورية لتحرير الاقتصاد من استنزاف النظام الفاسد. والذكرى السنوية لمعركة “ردع العدوان” ليست فقط احتفالاً بالتحرير السياسي، بل هي تأكيد على أنّ الإرادة الشعبية التي حررت الأرض قادرة على تحرير الاقتصاد وبناء سوريا جديدة مزدهرة.
واليوم نعيش مرحلة اقتصاد السلام وهي ليست مجرد توقف للحرب، بل تحول جذري في نموذج الاقتصاد الوطني من اقتصاد قائم على الاستنزاف والتفكك إلى اقتصاد قائم على البناء والتكامل. الدول التي تستثمر في هذا التحول بشكل استباقي تحقق معدلات نمو تصل إلى 7-8% خلال السنوات الخمس الأولى , لقد أصبحنا قادرين على وضع خريطة جديدة والانتقال من اقتصاد الحرب إلى اقتصاد الإنتاج والتنمية، ما يجعل هذه المعركة تحمل الكثير من الفوائد والتحولات الإيجابية التي تنعكس على معيشة المواطن السوري كتحويل الانفاق باتجاهات تنموية جديدة كالصحة والتعليم والبنية التحتية والخدمات الاجتماعية وزيادة الرواتب والدخل .
والتحرير.. كانت من أهم ثماره عودة الاستقرار المالي والنقدي وتوقف نزيف العملات الأجنبية وعودة الثقة بالعملة المحلية والنظام المصرفي.
ورغم أننا نحتفل بالعام الأول من التحرير وعلينا الكثير من الأعمال والأعباء لكن البوادر الطيبة تظهر عبر عودة بيئة الأعمال مع زوال العقبات الأمنية والبيروقراطية.
وانتعاش سوق المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تشكل عماد الاقتصاد وأيضاً جذب الاستثمارات حيث يصبح الاقتصاد أكثر جاذبية مع استقرار الأوضاع.
وتمثل المرحلة الحالية فرصة تاريخية للانتقال من اقتصاد الحرب الذي استنزف موارد البلاد لعقود، إلى اقتصادٍ تنموي يعتمد على الشفافية والمحاسبة والكشف عن الموارد الحقيقية للبلاد وإدارة الموارد المتبقية،
والاستفادة من الموارد البشرية واستعادة الكفاءات السورية وتشجيع العودة الآمنة لأصحاب الخبرات.
وأضف الى ذلك إعادة الإعمار المستدام وبناء اقتصاد متنوع.. فطوبى للسوريين .