معهد التربية الخاصة للمعوقين سمعياً في اللاذقية.. جهود تعليمية تواجه تحديات الكادر والمناهج

الحرية- سراب علي:

يعد معهد التربية الخاصة للمعوقين سمعياً في اللاذقية واحداً من أهم المؤسسات المتخصصة في تعليم ورعاية الأطفال ذوي الإعاقة السمعية، حيث يقدم خدمات تربوية وتعليمية واجتماعية من مرحلة الروضة وحتى الصف الثالث الثانوي الأدبي يستهدف دمجهم في المجتمع وتمكينهم من استكمال مسارهم التعليمي ، ورغم الجهود المبذولة من قبل الكادر الإداري والتعليمي لا يزال المعهد يواجه مجموعة من التحديات التي تعوق تقديم الخدمات بالشكل الأمثل.

معايير تعيين الكادر

أوضح مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في اللاذقية محمود حاج إبراهيم أن تعيين المدرسين والاختصاصيين في المعهد يتم وفق الشهادات العلمية والتخصصات المناسبة، إضافةً إلى مراعاة الصفات الشخصية والسلوكية للمتقدم، مثل القدرة على تحمل ضغط العمل، المرونة والصبر في التعامل مع الطلبة الذين يتميزون بحساسية انفعالية عالية وسرعة الغضب.

نقص في الكادر المتخصص

أشار إبراهيم في تصريحه لصحيفتنا “الحرية” أن المعهد يضم مايقارب 50 طالباً ، ولكن يوجد نقص واضح في الكادر التعليمي المختص بلغة الإشارة، حيث لا يتوفر سوى عدد محدود من المعلمات المتخصصات، أما باقي المعلمات فقد اكتسبن مهارتهن في لغة الإشارة من خلال الخبرة الذاتية أو التعاون مع معلمات أخريات لترجمة الدروس، الأمر الذي يؤثر على سرعة إيصال المعلومة وجودة العملية التعليمية.

لافتاً إلى أن المعهد يعاني من قلة الاختصاصيين إذ يوجد اختصاصي اجتماعي واحد فقط بينما الاختصاصي النفسي في إجازة بلا أجر، ما يترك فجوة في الدعم النفسي والتربوي الذي يحتاجه الطلاب، كما تتوفر بعض الوسائل التعليمية كالخرائط وبعض وسائل الشرح لمادة العلوم.

وأشار إلى أنه في سبيل تحسين الكادر تعمل المديرية حالياً على إقامة دورة تدريبية للمختصين في مجال الخدمة الاجتماعية.

غياب المنهاج الخاص

يعتمد المعهد المنهاج الرسمي الصادر عن وزارة التربية إلاّ أن مدير الشؤون الاجتماعية والعمل أكد أن هذا الأمر يشكل مشكلة جوهرية، حيث لا يوجد منهاج مخصص لذوي الإعاقة السمعية يتناسب مع قدراتهم وطرائق تعلمهم، مطالباً بضرورة تخصيص مراكز امتحانية خاصة وتوفير مترجمين بلغة الإشارة خلال الامتحانات الرسمية.

ولفت إلى أنه ورغم تبعية المعهد لوزارة التربية من حيث المناهج، إلا أن الكادر التدريسي لا يشارك في الدورات التدريبية التي تقيمها الوزارة ما يقلل من فرص تطوير مهاراتهم في التعامل مع هذه الفئة.

خدمات تربوية ونقل داخلي

ولفت حاج ابراهيم إلى أن المعهد يقدم خدمات تعليمية وتربوية إضافة إلى جناح إقامة داخلية للطلاب القادمين من مناطق بعيدة إلى جانب خدمة نقل مجاني داخل المدينة والمناطق القريبة.

مشيراً إلى أنه ومع بداية العام الحالي يسعى المعهد لتفعيل الدعم النفسي والاجتماعي وتطوير آلية التواصل مع أولياء الأمور لخلق بيئة تعليمية متكاملة.

دمج الخريجين

أما فيما يتعلق بدمج الطلاب بعد التخرج بين مدير الشؤون أنه يتم من خلال تخصيص نسبة 4٪ من الوظائف الحكومية للأشخاص ذوي الإعاقة، وقد جرى تعيين أربعة عاملين من ذوي الإعاقة السمعية ضمن كوادر المعهد نفسه، ما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويعطي نموذجاً ناجحاً للدمج المجتمعي.

وصف الميتا