مفاوضات شرم الشيخ.. غاريد وكوشنر لن يغادرا مصر إلّا على اتفاق

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية – مها سلطان:

لن تطوي مفاوضات شرم الشيخ أوراقها إلّا على اتفاق.. هذا ما تظهره التطورات المرافقة لليوم الثالث من المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل والتي بدأت الإثنين الماضي في مدينة شرم الشيخ المصرية.
إذا ما أجرينا مقاطعة بين تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم أمس مع تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم، يمكن القول إن هذه المفاوضات قد تنتهي فعلياً إلى اتفاق تاريخي ستكون له مكانته الفارقة في رسم مستقبل المنطقة.
الرئيس السيسي دعا ترامب للحضور إلى مصر لتوقيع اتفاق إنهاء الحرب على غزة. وإن كان السيسي أرفق هذه الدعوة بعبارة «في حال التوصل إلى اتفاق» فإن هذا لا يقلل من مساحة التفاؤل. وسبق لترامب أن عمد إلى تثقيل الدور الأميركي خلف عملية التفاوض بإرسال مبعوثيه الخاصين ستيف ويتكوف وغاريد كوشنر.
بالتزامن نقل موقع «اكسيوس» عن مسؤولين أميركيين قولهم: إن كوشنر وويتكوف لن يغادرا مصر دون التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب، مشيراً إلى أنّ إدارة ترامب تمارس ضغوطاً كبيرة على كلٍّ من إسرائيل وحركة حماس من أجل التوصل إلى اتفاق شامل خلال الأيام المقبلة.
وكان ترامب عقد اجتماعاً مع فريقه للأمن القومي في واشنطن، مساء أمس الثلاثاء، لمناقشة تقدّم المفاوضات المتعلقة باتفاق غزة قبل مغادرة مبعوثيه إلى مصر. واعتبر الموقع الأميركي أن مفاوضات وقف الحرب في غزة لن تصل إلى مرحلة الحسم إلّا بعد وصول ويتكوف وكوشنر إلى شرم الشيخ.
وتحدّث ترمب عن «فرصة حقيقية» للتوصل إلى اتفاق يُنهي الحرب التي اندلعت عقب هجوم «حماس» على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023. وقال: أعتقد أنّ هناك احتمالاً لإرساء السلام في الشرق الأوسط، إنه أمر يتجاوز حتى الوضع في غزة.
وقد لفتت جملة ترامب الأخيرة عن – سلام يتجاوز غزة – الاهتمام والترقب، خصوصاً أنه كررها عدة مرات خلال الأيام الماضية، حتى أنه ذكر إيران ضمن هذا السلام الذي يتجاوز غزة، وهو ما دفع إلى تركيز الاهتمام أكثر على ما يقصده ترامب، أو لنقل ما سيفعله ترامب لتحقيق سلام في المنطقة يتجاوز غزة ليصل إلى إيران.
فهل سيحقق ترامب ذلك بالتفاوض أم بإطلاق عملية عسكرية جديدة ضد إيران، بعد حرب الـ12 يوماً منتصف تموز الماضي بينها وبين إسرائيل؟.. لنذكر هنا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل إطلاق التهديدات ضد إيران، موسعاً قائمة التهديدات التي تشكلها إيران للمنطقة ولأميركا نفسها، قائلاً إنّ إيران تطور صواريخ تصل إلى الأراضي الأميركية.
بكل الأحوال يبدو أن إدارة ترامب عازمة هذه المرة على إنهاء حرب غزة، ويبدو أيضاً أن أطرافاً عدة في المنطقة تعمل في الاتجاه ذاته سواء من ناحية قطر التي ستعمل على تثقيل دورها أيضاً بمشاركة رئيس الوزراء- وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. أو لناحية تركيا عبر رئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن.
بالتزامن، تستمر حركة حماس في التصريح إيجابياً، مؤكدة أنّ وفدها موجود في شرم الشيخ لإجراء «مفاوضات مسؤولة وجادة». وحسب رئيس وفد حماس خليل الحية فإن «حماس جاءت إلى شرم الشيخ وهي تحمل أهدافَ وطموحات الشعب الفلسطيني في الاستقرار وإقامة الدولة وتقرير المصير» وقال: نحن نقدر الجهود التي تبذلها الدول العربية والإسلامية والمساعي التي يقودها الرئيس دونالد ترامب لوقف الحرب نهائياً، موضحاً أن «حماس على استعداد لتحمل مسؤولياتها كاملة لوقف الحرب، لكن الاحتلال يواصل القتل والإبادة وينكث وعوده بشأن وقف الحرب، ويجب أن تكون هناك ضمانات دولية حقيقية لإنهاء العدوان بشكل نهائي».
وخلال اليومين الماضيين ناقش المفاوضون في شرم الشيخ قوائم لأسرى فلسطينيين تطالب حماس بالإفراج عنهم كما بحثوا آلية الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.
ويطالب وفد حماس بضمانات قاطعة بأن إسرائيل لن تستأنف العمليات العسكرية بعد إطلاق سراح الأسرى، ويصرُّ على ضرورة وقف الحرب بشكل كامل قبل أي عملية تبادل للأسرى.
في المقابل، ترفض إسرائيل تقديم أي التزامات بشأن الضمانات التي تطلبها حماس كما ترفض مناقشة وقف الحرب قبل تبادل الأسرى.
ويقول خليل الحية: نريد ضمانات من الرئيس ترمب والدول الراعية لتنتهي الحرب إلى الأبد»..«الاحتلال الإسرائيلي جرّبناه، لا نضمنه ولا للحظة لذلك نريد ضمانات حقيقية من الرئيس ترامب ومن الدول الراعية (…) ونحن جاهزون بكل إيجابية للوصول إلى إنهاء الحرب».

Leave a Comment
آخر الأخبار