الحرية ـ أنطوان بصمه جي:
نظمت مؤسسة “سند الشباب التنموية” فرع حلب، بالتعاون مع منظمة اليونيسف وغرفة صناعة حلب، ملتقى نوعياً ناقش واقع الموارد البشرية في القطاع الصناعي وسبل تطويرها، وذلك في فندق “كواترو” بحي المارتيني.
وتضمن الملتقى عرض فيديو تعريفي عن المهارات المطلوبة والواقع والتحديات والبحث عن حلول بمشاركة صناعيين والقطاع العام والخاص والمنظمات الدولية والمجتمع المدني، للوصول إلى مخرجات صحيحة تلبي سوق العمل.
استعرض مدير المنطقة الشمالية في مؤسسة “سند الشباب التنموية” غيث كيالي عمل الفريق الشبابي للمؤسسة في محافظة حلب منذ تأسيسها عام 2013 ورحلتها إلى اليوم، وعرض التحديات والنقلات النوعية في مسيرتها وأهداف المبادرة للوصول إلى مجتمع ريادي، وضرورة الاستثمار في الموارد البشرية وأهمية ربط مخرجات التدريب باحتياجات السوق الصناعي، مؤكداً دور الشراكات في دعم التنمية الاقتصادية، وأهمية تطوير معارف الشباب لمواكبة التكنولوجيا، واستعرض نظرية التغيير لفئة الشباب من خلال تقديم الوعي والتمكين والدعم الاقتصادي للوصول إلى بيئة داعمة ناجحة، وتلاها عرض مراكز المؤسسة ومناطق وصول أثرها.
وأوضح معاون محافظ حلب فراس مصري في كلمته، أهمية دور الملتقى في توفير حلول عملية لتطوير العنصر البشري، مشيراً إلى أن تطوير الصناعة يرتبط ارتباطاً عضوياً بتمكين الكفاءات وضرورة تطوير التعليم التقني والمهني، مبيناً وجود العديد من فئة الشباب الطموح في الخارج والداخل الجاهز لتطوير المدينة، وأهمية المسؤولية الاجتماعية للشركات الصناعية في احتضان الشباب الشغوف لتقديم مهاراته ومعلوماته لتطوير البلاد.
كشف أمين سر غرفة صناعة حلب المهندس محمد رأفت شماع عن الحاجة الماسة للعنصر البشري لرفد العملية الإنتاجية بعد دخولها مرحلة الاقتصاد التنافسي، ودخول الاستثمارات الجديدة التي تبحث عن العمالة المتدربة والجاهزة لدخول سوق العمل، مبيناً أن الملتقى يسلط الضوء على أهمية القوى العاملة والرأسمال البشري الذي يدخل في نجاح الخريطة الاستثمارية، وضرورة تأكيد توحيد الجهود في مرحلة التأسيس لبناء سوريا ودورها الريادي وموقعها المتميز، وضرورة استثمار القوى البشرية وبناء قدرات الشباب من خلال تقديم تأهيل وتدريب خاص من خلال دورات خاصة بهدف سد الفجوة في نقص اليد العاملة في المصانع السورية، وتدريب طلاب الكليات في المصانع وربطهم بالعمل، وأهمية التلمذة الصناعية والمهنية، وضرورة توحيد الجهود مع المنظمات والجمعيات الأهلية لرفع كفاءة العنصر البشري.
محمد سعيد شيخ الكار رئيس غرفة تجارة حلب بيّن أهمية تدريب وتأهيل الكوادر ورفد الصناعة والتجارة بخبرات مدربة، وأن العمل الحالي في مجالي الصناعة والتجارة يتطلب رفع مستوى التأهيل بما يعود لرفع الإنتاجية في العملية الصناعية، وضرورة تحديد أهداف السوق ومستلزماتها للبدء في عملية بناء الإعمار، وتأكيد ضرورة التشاركية في خلق الجو المناسب للوصول إلى مخرجات حقيقية تساهم في الاستثمار بالإنسان وخاصة فئة الشباب.
ممثلة منظمة اليونيسف ومسؤولة قسم تنمية الشباب واليافعين ديانا فتال كشفت أن مدينة حلب بتاريخها المعهود تعد ركيزة أساسية لاستقطاب الشباب، والإشارة إلى دور الصناعيين في إتاحة الفرصة لفئة الشباب ليعبروا عن قدراتهم ومهاراتهم، والعمل على تنمية معارفهم، وضرورة تغيير السلوك المجتمعي لتعزيز المفاهيم المتميزة في المجتمع، مبينة أن الملتقى جاء لتعزيز التشاركية في المجتمع السوري ولبناء سوريا الجديدة.
وناقشت الجلسة الحوارية آليات استقطاب وتدريب الكوادر البشرية في الصناعة، بمشاركة خبراء وممثلي مصانع، مع التركيز على سد الفجوة بين المهارات المتاحة ومتطلبات سوق العمل. وشارك المجتمعون في تحليل واقع سوق العمل الصناعي بحلب، من خلال استبيان تفاعلي كشف التحديات الرئيسية كـ “نقص الكفاءات المتخصصة” و”الحاجة إلى برامج تدريبية مكثفة”.
وتضمن الملتقى عرضاُ لنماذج ناجحة وتجارب لصناعيي حلب محلياً ودولياً، وعرض خطة عمل قابلة للتطوير لتمكين الكوادر الشابة، تشمل برامج تدريب مهني وتسهيل اندماج الخريجين بالصناعة. واختتم الملتقى بتوصيات تدعو إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الصناعية والجهات التدريبية، ووضع أطر عملية لرسم سياسات توظيف تلبي متطلبات المرحلة المقبلة، ما يعزز مكانة حلب كقلعة صناعية سورية.
تصوير: صهيب عمراية