ملتقى “علمٌ يبني وعملٌ يثمر”: خطوة نحو جيلٍ متوازن بين الفكر والممارسة

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- حسيبة صالح :

احتضن مسرح نقابة العمال فعاليات ملتقى “علمٌ يبني وعملٌ يثمر”، مساء أمس، تحت رعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، الذي نظمته مؤسسة بيت الإبداع بالشراكة مع شركة الشعيبي خطوة بخطوة التعليمية، بحضور نخبة من الأكاديميين والخبراء والمختصين في مجالات التعليم والتدريب والتنمية المجتمعية.

ردم الفجوة بين التعليم والعمل

جاء الملتقى ليطرح سؤالًا جوهريًا: “تعليم بلا عمل؟ وعمل بلا تعليم؟”، في محاولة جادة لإعادة التفكير في العلاقة بين التعليم وسوق العمل، والسعي نحو بناء جيلٍ متوازن يجمع بين المعرفة النظرية والمهارة العملية، في ظل تحديات الواقع السوري الراهن.

ثلاث ساعات من الفكر والتفاعل

افتُتح الملتقى بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، تلاها كلمات ترحيبية من مديرة مؤسسة بيت الإبداع، التي أكدت على أهمية دعم المبادرات المجتمعية التعليمية، ثم كلمة الدكتور محمد الشعيبي، المدير العام لمجموعة خطوة بخطوة التعليمية، الذي تحدث عن تجربته في دعم الطلاب العرب أكاديميًا وربط التعليم بسوق العمل.

من فكرة إلى مؤسسة

استعرض الدكتور أحمد علي الشعراوي، أستاذ الإعلام الإلكتروني، أزمة الفجوة بين ما يُدرّس وما يُمارس، مؤكدًا أن “التعليم ليس تلقينًا بل بناء وعي، والعمل ليس وظيفة بل إنتاج معنى وقيمة”. ودعا إلى التحول من التعليم التلقيني إلى التعليم التطبيقي، ومن التربية التقليدية إلى التربية القائمة على المشروع والتدريب.

ثم قدّم الدكتور حمزة الحمزاوي، المدرب الدولي ومؤسس منصة “المدربون الرساليون”، مداخلة، اعتبر فيها أن الملتقى، رغم ما فيه من سلبيات وإيجابيات، يمثل خطوة ضرورية نحو نهضة سوريا الجديدة، مشددًا على أهمية الاستماع إلى الشباب وتحويل آلامهم إلى آمال.

تعليم يواكب العصر

في هذا المحور، قدّم الدكتور محمد الشعيبي عرضًا حول تجربة شركته في التعليم التطبيقي والتدريب العملي، مؤكدًا أن “التعليم لا يكتمل دون ربطه بسوق العمل، وأن الطالب يحتاج إلى خبرات ميدانية توازي تحصيله الأكاديمي”.

كما شارك الدكتور منير خالد عباس، خبير إدارة الموارد البشرية، برؤية تحليلية حول الفجوة بين مخرجات الجامعات ومتطلبات سوق العمل، مشيرًا إلى أن “الورشات التدريبية، حتى وإن لم تؤتِ ثمارها الفورية، فإنها تفتح العيون على واقعٍ يحتاج إلى إصلاح جذري، يبدأ من تغيير النظرة إلى التعليم المهني ودمجه في العملية التربوية”

شهدت الجلسة التفاعلية مداخلات نوعية، أبرزها:

الدكتور والإعلامي والمدرب الدولي أحمد طقش، الذي دعا إلى إنشاء وزارة مستقلة تُعنى بالتدريب، معتبرًا أن التدريب هو مسارٌ موازيٌ لا يقل أهمية عن التعليم الأكاديمي، وأن الاستثمار في المهارات هو استثمار في الإنسان والمستقبل.

الاستشارية النفسية التربوية قمر رمضان، مديرة مؤسسة “فسيلة ”، شددت على أهمية إدخال التعلم باللعب والتدريب في التعليم، واكتشاف المراحل الحساسة في نمو الطفل، لبناء جيلٍ مثقفٍ وواعٍ، قادرٍ على تحويل سوريا من بلدٍ يبحث عن الطاقات إلى بلدٍ يُخرج الطاقات ويُصدّرها.

اختُتم الملتقى بكلمة  ختامية عبّرت عن الامتنان لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث، مع التأكيد على أن هذا الملتقى ليس سوى خطوة أولى في مسار طويل نحو بناء الإنسان السوري الجديد، القادر على الإبداع والإنتاج والتغير .

Leave a Comment
آخر الأخبار