الحرية- حسام قره باش:
لا يخلو عمل المؤسسة السورية للحبوب من جملة صعوبات تعترض النشاط الدؤوب والمتواتر لاستمرار تدفق حمولات الأقماح وتخزينها كاحتياطي إستراتيجي لتحقيق الأمن الغذائي عبر تشغيل المطاحن لتأمين الدقيق اليومي للمخابز على مدار الساعة، ولهذا تسعى المؤسسة دائماً بجهد لا يتوقف لتخطي تلك المعوقات بعد أن دمرت الحرب جزءاً كبيراً من منظومتها اللوجستية والإنتاجية بسبب النظام البائد، ما وضع المؤسسة أمام تحدٍّ صعب وترتب على أن تكون في حالة استنفار دائم بكل كوادرها وفروعها لإصلاح ما أفسده ذلك النظام لإبقاء حبة القمح والدقيق ورغيف الخبز متوافرة من دون انقطاع وأهم ما في منظومة الأمن الغذائي.
الواقع التخزيني
في ضوء واقع المؤسسة التخزيني وبالتزامن مع بدء انطلاق موسم شراء الأقماح للعام 2025 وافتتاح 37 مركزاً للشراء موزعة في كل محافظات القطر، حسب توضيح مدير عام المؤسسة السورية للحبوب المهندس حسن العثمان في تصريحه لـ”الحرية”، مبيناً وجود 27 موقعاً من صوامع وصويمعات بإجمالي طاقة تخزينية تبلغ 1.55 مليون طن والمخزن فيها حوالي 576 ألف طن، وبالتالي المتاح تخزينه يبلغ 982 ألف طن، إضافة إلى تخزين الأقماح في المستودعات والعراءات التي بإمكانها استيعاب أكثر من 240 ألف طن.
وكشف المهندس العثمان عن وجود أكياس خيش جديدة بواقع 2.25 مليون كيس جديد وحوالي 1.5 مليون كيس خيش مستعمل، تستوعب في تعبئتها 450 ألف طن من القمح، ما يعني بهذا الواقع المتوفر أن لا مشكلة تخزينية أبداً للأقماح المستجرة بمختلف مصادرها وبأي حال كانت.
السورية للحبوب: إجمالي الطاقة التخزينية 4.47 ملايين طن و136 صومعة وصويمعة.. المستثمر منها 27 والمتضرر 30
ولفت مدير السورية للحبوب إلى أنّ الصوامع المستثمرة البيتونية عددها 14 صومعة وطاقتها التخزينية تبلغ 1.4 مليون طن المتضرر منها 10 صوامع بطاقة 1.175 مليون والخارج عن السيطرة 14 صومعة بقدرة استيعابية 780 ألف طن، ليصل إجمالي عدد الصوامع 38 صومعة وإجمالي قدرتها التخزينية الكاملة 3.355 ملايين طن.
وأضاف: أيضاً توجد 98 صويمعة معدنية بطاقة تخزين 1.119 مليون طن، تتوزع على 13 صويمعة مستثمرة بطاقة 154 ألف طن والمتضرر 20 صويمعة بطاقة تخزين 1.424 مليون طن وخارج السيطرة 65 صويمعة طاقتها الاستيعابية 1.498مليون طن.
وعليه فإن المتاح حالياً لتخزين الأقماح 27 صومعة وصويمعة والمتضرر 30 والخارج عن السيطرة 79 ما يجعل المؤسسة أمام واقع بالغ الصعوبة لإعادة تأهيل المتضررة وإعادتها للخدمة والحاجة الملحة إلى تضافر الجهود حتى لا يبقى الواقع كما هو عليه.
واقع نقل الحبوب
في هذا السياق الوارد، يؤكد مدير السورية للحبوب وجود عدة معوقات تعترض آلية عمل نقل الأقماح بسبب تردي البنية التحتية والفنية التي تواجه عملية تفريغ البواخر بالميناء، أبرزها قدم تجهيزات الموانئ السورية وتعطل جزء منها وحاجتها إلى التحديث وإعادة التأهيل، إضافة إلى ارتفاع أجور النقل من الموانئ إلى داخل المدن، مشيراً إلى القيام بتجربة نقل الأقماح عبر السكك الحديدية إلى محافظتي دمشق وحماة.
وقال للحرية: قمنا بتقييم الحالة الفنية لأغلب الصوامع، فهناك مواقع بحاجة إلى ترميم وإصلاح متوسط، وهناك أيضاً مواقع بحاجة لإعادة تأهيل في البنية التحتية لها وتجهيزاتها المدنية والمكانيكية والكهربائية.
ونوَّه العثمان بقيام بعض المنظمات الإنسانية وبرنامج الأغذية العالمي بتقييم احتياج بعض المواقع بهدف ترميمها أو إعادة تأهيلها، لكن للآن لم تباشر أي منظمة عملها كما ذكر.
التوريد مستمر وواقع الإنتاج
بالمقابل، ورغم حزمة الصعوبات والمعوقات، تستمر مؤسسة الحبوب حالياً في توقيع عقود توريد الأقماح عبر شركات محلية وعربية لتأمين احتياج البلاد من القمح وهي مستمرة لدعم وتحقيق الأمن الغذائي، كما بيَّن المهندس العثمان، مؤكداً أنّ المؤسسة ستقوم بصرف أجور النقل للمزارعين في الأماكن التي لا تتوافر فيها مراكز شراء كالميادين والقنيطرة.
وعلى صعيد العمل والإنتاج الذي لا يتوقف، أوضح أنّ الطاقة الإنتاجية لجميع مطاحن القطاع العام البالغ عددها 39 مطحنة منها 23 مطحنة تعمل بطاقة أكثر من 3500 طن يومياً، وتوجد 16 مطحنة متضررة بحاجة لإعادة تأهيلها، متابعاً بأنه لسد الفجوة أعطت المؤسسة عقود طحن لأكثر من 22 مطحنة في القطاع الخاص بطاقة طحنية تبلغ 3500 طن يومياً.
اقرأ ايضاً: