منظومة الشحن والنقل في مرمى التحديث والتطوير.. وهيئة مستقلة لإدارتها قريباً

الحرية– محمد زكريا:

من جديد.. تعيد وزارة النقل ترتيب البيت الداخلي لمنظومة عمل الشاحنات الكبيرة وشحن البضائع، حيث يأتي هذا الترتيب الجديد بعد أن طفح الكيل “كما يقولون”، في المخالفات والتجاوزات المرتكبة من قبل بعض أصحاب وسائقين الشاحنات الكبيرة، ولعل أبرزها السرقات المفتعلة من الحمولات، وافتعال أساليب التلاعب والتحاليل عند قبابين التحميل والتفريغ، إضافة إلى الفوضى والمحسوبيات في توزيع الأحمال وغيرها من القصص، المهم أن وزارة النقل تعي أهمية وضرورة إعادة هيكلة منظومة قطاع النقل والشحن، لاسيما بعد سلسلة من الاجتماعات المتتالية مع دول الجوار، بخصوص الترانزيت مع دول الجوار، وحتى تستفيد الشاحنات السورية من تجارة الترانزيت، ودخولها بالعمل إلى جانب الشاحنات الأجنبية، وبالتالي اليوم أصبح الشحن ونقل البضائع أمام مرحلة جديدة من العمل.

وزير النقل: الوزارة بصدد إعداد سياسة وطنية شاملة تتضمن تحديث التشريعات الناظمة لعمل الشحن والنقل

قدم الأسطول

وزير النقل الدكتور يعرب بدر بين أن أبرز التحديات التي تواجه قطاع النقل في سورية تتمثل في قدم أسطول الشاحنات، إضافة إلى العمل الفردي غير المنظم.
وأوضح في تصرح لـ”الحرية” أن الوزارة بصدد إعداد سياسة وطنية شاملة، تتضمن تحديث التشريعات الناظمة لعمل الشحن والنقل، وإنشاء هيئة ناظمة مستقلة تشرف على هذا القطاع، كما أن الوزارة تعمل على تحفيز تجديد الأسطول وفق معايير السلامة والكفاءة البيئية، مشيراً إلى أن دعم السائقين ومالكي الشاحنات يشكل أولوية في المرحلة القادمة، وذلك لضمان استمرارية هذا القطاع في ظل الظروف الحالية.

التحول الرقمي

وحسب ما أوردته الوزارة خلال الأشهر الماضية، فأنها بصدد إحداث منصة إلكترونية وطنية لربط الناقلين بالمستفيدين، حيث أعلنت مؤخراً عن طلب معلومات لتطوير المنصة الوطنية لنقل البضائع، كما دعت الوزارة الشركات المتخصصة للمشاركة في طلب المعلومات RFI لتطوير وتشغيل منصة إدارة الشحن الوطنية ضمن نموذج شراكة بين القطاعين العام والخاص، والهدف من الدعوة هو تدعيم الشراكة مع القطاع الخاص في مجال التحول الرقمي في قطاع شحن البضائع، وبالتالي هي شراكة من أجل كفاءة أعلى، وشفافية أكبر في خدمات النقل واللوجستيات، كما بينت الوزارة أن هذه المنصة هي رقمية متكاملة لإدارة عمليات نقل البضائع البرية في سوريا، تربط الشاحنين الناقلين السائقين والجهات التنظيمية في نظام رقمي واحد وتقدم تتبعاً فورياً للبضائع.

قليل العنصر البشري

يذكر أن هذه المنصة المراد إحداثها، هي إدارة إلكترونية للوثائق، ودفع رقمي آمن، وبالتالي هي خطوة استراتيجية نحو التحول الرقمي لقطاع النقل، وزيادة كفاءة النقل وتقليل التكاليف التشغيلية، وتسريع أوقات الاستجابة، وتقليل التدخل البشري، ودعم القرار بالبيانات الدقيقة والتحليلات الذكية، وتعزيز التعاون بين القطاعين، والحد من عودة الشاحنات فارغة من مكان تفريغها، وتحسين استخدام الأسطول على أن يكون بالشكل الأمثل.