الحرية- باسم المحمد :
مع افتتاح فعاليات الدورة الثانية والستين لمعرض دمشق الدولي اليوم، بمشاركة نحو 800 شركة محلية وعربية وأجنبية، وبحضور وفود رسمية وتجارية من عدة دول، في حدث يعد الأول من نوعه بعد تحرير البلاد وانطواء صفحة عقود من الاستبداد، يمكن الإعلان عن بدء خروج سوريا من رماد الحرب إلى منصات الانفتاح.
يكتسب المعرض في دورته الحالية أهمية استثنائية، إذ يُنظر إليه كرسالة سياسية بعودة سوريا إلى مكانتها الطبيعية في محيطها العربي والدولي، وكمنصة اقتصادية كبرى تتيح للشركات والوفود المشاركة بحث فرص التعاون والاستثمار في مرحلة إعادة الإعمار.
المعرض الذي يستمر عشرة أيام، يقدم صورة عن تنوع الاقتصاد السوري وفرصه الواعدة، حيث تعرض الشركات منتجات وخدمات في مجالات الصناعة والزراعة والطاقة والتكنولوجيا والنقل. ويُنتظر أن يشهد توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين الجانب السوري وعدد من الشركات العربية والأجنبية، بما يسهم في جذب الاستثمارات وتوسيع الشراكات الاقتصادية.
سياسياً، يمثل الحضور العربي والدولي في الافتتاح إشارة واضحة إلى دعم سوريا في مرحلة ما بعد التحرير، وتأكيداً على رغبة دول عديدة في إعادة بناء علاقاتها السياسية والاقتصادية مع دمشق.
أما داخلياً، فيُعتبر المعرض مناسبة لتعزيز الثقة لدى السوريين بقدرتهم على استعادة دور بلدهم كجسر للتواصل بين الشرق والغرب، ونافذة للانفتاح على العالم، وأن صبرهم الطويل سيزهر إعماراً واستقراراً.
نجاح الدورة الحالية لمعرض دمشق الدولي سيعزز موقع سوريا على خارطة الاقتصاد الإقليمي، وسيعطي دفعة قوية لجهود إعادة الإعمار، فضلاً عن كونه فرصة لإظهار قدرة السوريين على النهوض مجدداً رغم التضحيات الجسيمة التي دفعوها في سنوات الثورة.
لهذا يمكن القول إن المعرض لا يقف عند كونه حدثاً اقتصادياً وحسب، بل هو إعلان عملي عن عودة سوريا إلى الساحة الدولية بثقة وإرادة جديدة، وعودة النبض إلى المجتمع السوري الحي بعد عقود عجاف، والذي سيثبت كعادته أنه بحيويته سيعيد سوريا كدرة تشع حضارة في المنطقة والعالم.