من داخل الكيان.. منظمتان حقوقيتان تتهمان الحكومة الإسرائيلية بارتكاب إبادة جماعية في ‏غزة

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية ـ  سامر اللمع:
في سابقة هي الأولى من نوعها داخل الكيان الإسرائيلي، اتهمت منظمتان حقوقيتان بارزتان، ‏الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو, بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع ‏غزة، مستندتين إلى تحقيقات موسعة وتصريحات رسمية لقادة سياسيين وعسكريين ‏إسرائيليين.‏
المنظمتان هما «بتسيلم» و«أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل»، ونشرت كل منهما ‏تقريراً منفصلاً على موقعها الرسمي، يومي أول أمس الأحد وأمس الاثنين، يوضحان تفاصيل ‏ما توصلتا إليه بشأن ما يحدث في قطاع غزة.‏
وفي تقرير مطوّل صدر يوم أمس الاثنين، أكدت «بتسيلم»، أن نتائج تحقيقاتها الميدانية ‏والموثّقة على مدار الأشهر الماضية، أفضت إلى استنتاج لا لبس فيه بأن إسرائيل تمارس ‏سياسات تتجاوز نطاق الحرب التقليدية، وتشكل نمطًاً من القتل الجماعي المتعمد وتدمير البنية ‏التحتية والتهجير القسري، وهو ما يرقى إلى أفعال إبادة جماعية وفق التعريف الدولي.‏
من جهتها، أصدرت منظمة «أطباء من أجل حقوق الإنسان»، تحليلاً قانونياً وطبياً، اعتبرت ‏فيه أن الهجمات الإسرائيلية، أدت إلى تفكيك ممنهج للنظام الصحي في غزة، مؤكدة أن الضرر ‏لم يكن نتيجة جانبية، بل سياسة متعمدة تهدف إلى إيذاء السكان كجماعة.‏
ورغم ذلك، سارعت الحكومة الإسرائيلية إلى نفي الاتهامات، إذ وصف المتحدث باسمها ديفيد ‏منسر، التقارير بأنها “ادعاءات باطلة ومحفوفة بالدوافع السياسية”، مؤكداً أن “إسرائيل” ‏تستهدف «تنظيم حماس الإرهابي فقط»، على حد وصفها، وتتخذ إجراءات لحماية المدنيين، ‏بما في ذلك السماح بدخول المساعدات الإنسانية.‏
تقرير «بتسيلم»، المؤلف من 79 صفحة، استند إلى أكثر من 20 شهراً من العمل الميداني ‏وجمع البيانات، وتضمن توثيق آلاف الحالات من الضحايا المدنيين والانتهاكات الجسيمة، ‏ليس فقط في غزة، بل في الضفة الغربية والقدس الشرقية أيضاً.‏
كما حمّل التقرير المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك دول أوروبية، مسؤولية ‏التواطؤ عبر الدعم السياسي والعسكري المستمر لإسرائيل.‏
المنظمتان أشارتا أيضاً إلى تصريحات علنية لقادة إسرائيليين تدعو إلى تدمير غزة وتهجير ‏سكانها، معتبرة أن ذلك يشكل دليلاً على النية المسبقة، وهو عنصر أساسي في تعريف الإبادة ‏الجماعية.‏
ويأتي هذا التطور في ظل تزايد الانتقادات الدولية لأفعال «إسرائيل» في الحرب، في وقت ‏تتصاعد فيه الأزمات الداخلية التي تواجه حكومة بنيامين نتنياهو، وسط احتجاجات شعبية ‏وضغوط سياسية غير مسبوقة من حلفائه في اليمين المتطرف ومن المجتمع الأكاديمي ‏الإسرائيلي.‏
كما يأتي في سياق تحركات قانونية دولية مستمرة، أبرزها القضية المرفوعة من جنوب أفريقيا ‏ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، والتي أصدرت بالفعل قراراً أولياً يطالب «تل أبيب» ‏باتخاذ تدابير لمنع الإبادة الجماعية.‏
ويعاني أبناء قطاع غزة من مستويات غير مسبوقة من الجوع، حيث تحذر منظمات أممية من ‏تفشي المجاعة وارتفاع أعداد الوفيات الناتجة عن سوء التغذية، خاصة بين الأطفال والمرضى ‏وذوي الإعاقة.‏
وتقول تقارير إن بعض العائلات باتت تقتات على الأعشاب ومياه البحر، وسط غياب شبه ‏كامل للمساعدات الإنسانية منذ أشهر.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار