من سينجو من تداعيات الصدمة ؟.. التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران يثير مخاوف المستثمرين والمحللين والدول بشأن تداعيات استمراره على الأسواق والاقتصادات

مدة القراءة 8 دقيقة/دقائق

الحرية :اعداد يسرى المصري:

منذ فحز الجمعة، تواصل إسرائيل شن هجماتها على منشآت ومواقع إيرانية، في حين أطلقت طهران دفعات من الصواريخ صوب تل أبيب ومناطق أخرى.

وفي هذا التقرير، نرصد ما يتم تداوله عن الرابحين والخاسرين من هذه المواجهات.

مكاسب مباشرة

رغم أن الحروب ترتبط بالدمار والخسائر فإن بعض القطاعات قد تحقق مكاسب مباشرة عند اندلاع الصراعات خصوصاً في منطقة إستراتيجية مثل الخليج.

وإن ما يجب التوقف عنده هو ما ينتظر الاقتصادين الإقليمي والعالمي من تحديات في خضم المواجهات الحالية بين إيران وإسرائيل.

ويؤكد محللون اقتصاديون أن القطاعات الرابحة ستكون شركات التكنولوجيا العسكرية والذكاء الاصطناعي بسبب ارتفاع الطلب على الأنظمة الدفاعية المتقدمة وقطاع الطاقة نتيجة ارتفاع أسعار النفط والغاز، وسط تهديد الإمدادات.

ويرى هؤلاء أن الذهب سيستفيد باعتباره ملاذاً آمناً وقت الأزمات، إلى جانب العملات الرقمية خاصة البيتكوين، كأداة للتحوط من انهيار الأنظمة المالية والسندات الأميركية.

ويسود الاعتقاد أن شركات الحبوب والشحن والمخازن والصناعات الغذائية ستستفيد هي الأخرى على الأمد القصير

بالمقابل ينبه اقتصاديون إلى ما يصفونه بالمخاطر الحقيقية التي تتهدد العالم في حال استمرار الحرب ويتعلق الأمر بالركود الاقتصادي العالمي وتعطل على حركة التجارية وسلاسل الإمداد بالنظر إلى تركز الممرات المائية الرئيسية في المنطقة.

كما تحدث آخرون عن تحدي رفع مخصصات الأمن على حساب الدعم الاجتماعي والتنمية وتأثير ذلك على موازنات دول المنطقة.

محذرين من أن لجوء الدول إلى التيسير النقدي عبر خفض قسري لأسعار الفائدة لإنعاش الاقتصادات قد يفتح الباب أمام فقاعات مالية وفقدان الثقة في العملة.

فالأهم ليس تحديد من سيربح أو يخسر بل معرفة من سينجو من تداعيات ما وصفها بالصدمة الأولى.

الرابحون

النفط

قفزت أسعار النفط 7% عند التسوية مدفوعة بمخاوف المستثمرين من أن يعطل التصعيد الإسرائيلي الإيراني صادرات النفط من الشرق الأوسط على نطاق واسع.

وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت 7% إلى 74.23 دولاراً للبرميل بعد أن قفزت أكثر من 13% لتسجل مستوى مرتفعا خلال الجلسة عند 78.5 دولاراً للبرميل، وهو الأعلى منذ 27 يناير/كانون الثاني الماضي.

وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 7.6% إلى نحو 73 دولاراً، وقفز خلال جلسة أمس أكثر من 14% إلى أعلى مستوياته منذ 21 يناير/كانون الثاني عند 77.62 دولاراً.

وتظل مكاسب الجمعة أكبر تحركات يومية لكلا الخامين منذ عام 2022 بعد أن تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في ارتفاع أسعار الطاقة.

من جهته كسب قطاع الطاقة بمؤشر “ستوكس 600” الأوروبي 0.6% أمس الجمعة متأثراً بارتفاع أسعار الخام.

الذهب

ارتفعت أسعار الذهب الجمعة مع إقبال المستثمرين على أصول الملاذ الآمن، وسط توتر الأوضاع في الشرق الأوسط.

وزاد الذهب في المعاملات الفورية 1.4% إلى 3432.6 دولاراً للأوقية ليقترب من أعلى مستوياته المسجلة في 22 /نيسان الماضي عند 3500.3 دولار.

كما صعدت العقود الآجلة للذهب 1.5% إلى 3452 دولاراً وكسب المعدن الأصفر نحو 4% هذا الأسبوع.

ويُنظر إلى المعدن النفيس على نطاق واسع على أنه من الأصول الآمنة، لا سيما في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية، ويميل إلى الازدهار عند انخفاض تكاليف الاقتراض.

الدولار

صعد مؤشر الدولار -الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية- 0.9% أمس الجمعة مع تزايد خسائر اليورو والجنيه الإسترليني والدولار الأسترالي على وجه الخصوص، قبل أن يقلص المؤشر بعض مكاسبه.

وتراجع اليورو إلى 1.1553 دولار أمس بانخفاض 0.3%، وهبط الجنيه الإسترليني 0.35%، في حين انخفض الدولار الأسترالي 0.7%.

وارتفع الدولار مقابل الفرنك السويسري 0.12% إلى 0.8113 فرنك.

أسهم شركات الشحن والدفاع

ارتفع سهم مجموعة الشحن ميرسك 4.2% وسهم شركة هاباغ لويد 1% تقريباً، في وقت أشار محللون إلى خطر ارتفاع أسعار الشحن في ظل تعطل الإمدادات.

قفز قطاع الدفاع بمؤشر “ستوكس 600” الأوروبي، إذ ارتفع سهم شركة راينميتال الألمانية 2.7% وسهم “بي.إيه.إي سيستمز” البريطانية 2.9%.

الخاسرون

شركات الطيران

هوت أسهم شركات الطيران العالمية أمس الجمعة، بعد أن أدت الغارات الإسرائيلية واسعة النطاق على إيران إلى ارتفاع أسعار النفط، ودفعت شركات الطيران إلى إخلاء المجال الجوي فوق إسرائيل وإيران والعراق والأردن.

وأثّر تزايد مناطق الصراع عالميا بالسلب على ربحية شركات الطيران، إذ أدى تحويل الرحلات إلى ارتفاع كلفة الوقود وإطالة أوقات الرحلات.

وأغلقت أسهم العربية للطيران في دبي منخفضة 3.2%، وانخفضت أسهم مجموعة الطيران الأوروبية “إير فرانس (كيه إل إم)” أكثر 5%، في حين تراجعت أسهم لوفتهانزا وإيزي جيت بنسبة تصل إلى 4%.

كما هوت أسهم شركات الطيران الأميركية دلتا إيرلاينز وأميركان إيرلاينز ويونايتد إيرلاينز بنسب تتراوح بين 4% و5%.

وقالت شركات الطيران الإسرائيلية العال ويسرائير وأركياع -أمس الجمعة- إنها تنقل طائراتها إلى خارج البلاد، في أعقاب الضربة الإسرائيلية على إيران.

أسهم السفر

انخفضت أسهم السفر والترفيه، وإن “ارتفاع أسعار النفط له تأثير خاص على خطوط الرحلات البحرية، إذ يمثل الوقود ثاني أكثر بنود التكلفة تأثيراً بعد مصروفات العمالة”. و”مثل هذه القضايا السياسية الكبيرة لا تكون أبداً شيئاً إيجابيا لشركات السفر”.

وانخفضت أسهم شركات تشغيل الرحلات البحرية،

كما انخفضت أسهم وكالتي حجوزات السفر عبر الإنترنت الى أكثر من 2%.

البورصات

أغلقت مؤشرات الأسهم الرئيسية في بورصة وول ستريت الأميركي على انخفاض حاد في ختام جلسة التداولات، متأثرة بالهجوم الإسرائيلي على إيران.

هبط مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بواقع 1.14%، وتراجع مؤشر ناسداك المجمع 1.3%، في حين انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.8%.

أغلق مؤشر دبي منخفضا 1.9%، في حين أغلق مؤشر أبوظبي متراجعاً 1.3%.

أغلقت الأسهم الأوروبية على انخفاض ، وسط موجة بيع كبيرة في السوق، إذ سارع المستثمرون إلى أصول الملاذ الآمن.

أغلق المؤشر “ستوكس 600” الأوروبي متراجعاً 0.9%. وتكبد المؤشر أيضاً خسائر لخامس جلسة على التوالي وأطول سلسلة خسائر منذ سبتمبر/أيلول 2024.

اختتم المؤشر داكس الألماني جلسة الجمعة منخفضا 1.1%.

انخفض المؤشر نيكي الجمعة نحو 0.9% مع بيع المستثمرين أصولاً مرتفعة المخاطر 0.89%، في حين تراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.95%.

الشيكل الإسرائيلي انخفض بنسبة 1.9% مقابل الدولار أمس الجمعة، بعد أن هوى 3.5% في وقت سابق من الجلسة (شترستوك)

الشيكل الإسرائيلي

انخفض الشيكل الإسرائيلي 1.9% مقابل الدولار أمس الجمعة، بعد أن هوى 3.5% في وقت سابق من الجلسة، كما انخفضت سندات الحكومة الإسرائيلية طويلة الأجل على خلفية تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران.

التومان الإيراني

سجل سعر صرف العملة الإيرانية (التومان) انخفاضاً حاداً في السوق الحرة صباح الجمعة، إذ تجاوز الدولار حاجز 94 ألف تومان، مقارنة بنحو 83 ألفًا الخميس، في واحدة من كبرى موجات التراجع اليومية منذ عدة أشهر، وفق ما نقلته وكالة “دنياي اقتصاد” الإيرانية المتخصصة في الشؤون المالية والاقتصادية.

ويُعد هذا الانخفاض مؤشراً واضحاً على تصاعد حالة عدم اليقين في الأوساط الاقتصادية، لا سيما في ظل غياب رؤية واضحة بشأن ما ستؤول إليه التطورات السياسية والأمنية.

Leave a Comment
آخر الأخبار