الحرية- آلاء هشام عقدة:
تخرج فرح أحمد من بين صمت الألم وقسوة المرض بفن يحاكي الحياة، الشابة الجبلاوية ذات الـ 28 عاماً، لتحيك قصتها الخاصة من الحجارة المنثورة على شاطئ بحر بانياس في رحلتها للعلاج، طالبة الصيدلة السابقة التي اضطرها المرض للتخلي عن دراستها، لم تستسلم لليأس، بل صنعت من العزلة فرصة، ومن المعاناة إبداعاً فنياً يلامس القلوب.
العودة إلى الحياة
خمس سنوات قضتها فرح في المنزل، تحارب ظروفها الصحية بصبر، حتى تحسن وضعها في العام الماضي، لتقرر العودة إلى الحياة من باب الفن.
ألتقط الحجارة
وفي حديثها لـ”الحرية” أشارت إلى أن الأمل بالحياة مستمر رغم كل الأوجاع، كنت أمر في طريقي من الطبيب إلى المنزل بجانب الشاطئ، فألتقط الحجارة، وبدأت الرسم عليها بأقلام الرصاص والألوان الخشبية.
تبلور
وأضافت: مع الأيام بدأت موهبتي بالتبلور، وتحوّلت الحجارة الصغيرة إلى لوحات تنبض بالحياة، وبتشجيع من والدتي على نشر أعمالي عبر الإنترنت، أنشأت صفحة على وسائل التواصل الاجتماعي لعرض أعمالي الفنية، وسرعان ما لاقت استحسان المتابعين.
طابع خاص
وتابعت: أفكاري تطورت وأصبح للحجر دور جديد في حياتي، صنعت منه لوحات فنية مميزة، تارة بشكل ورود، وتارة أخرى تحاكي تفاصيل العائلة، وقطعاً فنية كـ “خوافض الحرارة”، وهدايا تذكارية ذات طابع خاص، لم أدع موهبتي تقتصر على الحجارة، بل توسعت بها لتشمل الرسم بالقهوة، و”البورتوكليهات”، وصناديق الأقلام والمكياج.
ولفتت إلى أن ألون الأحجار المنثورة هنا وهناك ساعدتها أيضاً، لأن المواد كلها ليست متوافرة لديها، مضيفة أنها تستخدم ألوان وأقلام الأكريليك أيضاً في أعمالها.
التحدي
ونوهت بأن الصعوبات التي تواجهها ارتفاع أسعار المواد الداخلة في تصنيع القطعة، وهذا يشكل تحدياً لها، فأحياناً لا أستطيع شراء ما أحتاجه، وأيضاً أضع سعراً منخفضاً للقطعة قياساً بالتكلفة، كي استمر في هذه الموهبة التي أحببتها، وأيضاً لقلة الطلب حالياً.
صوت وصدى
وأوضحت فرح أنها تسوّق أعمالها عبر الإنترنت وبعض المكتبات المحلية، وتأمل بأن تصل لوحاتها إلى جمهور أوسع، وأن يصبح لفنها صوت وصدى.
الحياة تعاد تشكيلها
فرح التي رسمت لنفسها طريقاً جديداً وسط الحجارة، لا تزال تنسج من الأمل حكاية، عنوانها “الحياة تعاد تشكيلها، كما تعاد تشكيل الحجارة”.