الحرية – باسمة اسماعيل:
شهد اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية إقامة ظهيرة أدبية حملت عنوان “من وحي التحرير” احتفاءً بـ الذكرى الأولى للتحرير، بمشاركة نخبة من شعراء وقصاصي المحافظة، وحضور لجمهور ذواق حمل معه مشاعر الانتصار وتجدد الأمل.
لايقة: الأدب مرآة نبض الناس
وفي حديث خاص لـ “الحرية”، أوضح رئيس اتحاد الكتاب العرب الشاعر ممدوح لايقة، أن المشاركين قدموا نصوصاً تعبر عن نبض الناس، وتفتح آفاق الأمل لبناء وطن تسوده العدالة وتتحقق فيه إنسانية الإنسان وطموحه إلى حياة حرة كريمة.
الحرية تُنتزع ولا تُمنح
وقدمت القاصة والشاعرة حسناء عبد الفتاح كردية قصيدتها “وردة في خد الياسمين” مؤكدة أن الحرية ليست منحة بل حق يُنتزع بالتضحيات، وأن ذكرى التحرير ستبقى في القلوب وتحوّل الأحزان إلى فرح».
وجاء في قصيدتها:
هذي دمشق …حديث العرب والعجم
أيقونةٌ عشقها طرزته بدمي
ومن يكون بأرضِ الشام معتصماً
فذاك ركنٌ شديدٌ عالي الهرمِ
وعي وطني جديد
وذهب الشاعر محمود أمين آغا إلى أن يوم التحرير يوم محوري في حياة الشعب وتاريخ بلدنا، مؤكداً أنه يسعى بقلمه وفكره لنشر وعي وطني جديد، بعيد عن الضوضائية، وساعٍ في البناء.

وقدم قصيدته “اللاذقية.. العشق الأول” التي قال فيها:
اللاذقيّةُ دُرُّ حُسْنٍ يَبْرُقُ
شمسُ المدائنِ في سمانا تُشْرِقُ
ذوبُ المحبّةِ دافِقٌ في نسغِها
يسقي أديمَ الأرضِ روحاً تُشفِقُ
نغني لسوريا من القلب
أما الشاعر والقاص الدكتور فراس عبد الحليم فقال: إن في البدء كانت الكلمة، وبالكلمة الصادقة نلتقي، مؤكداً أن الفعالية جاءت تعبيراً عن أفراح النصر والبطولات التي سطرت بحبر دماء الشهداء.
ومن قصيدته “هذي بلادي”:
سوريّتي اليوم قد عادت محرّرة
كالطّائر الحرّ لا يبقى على الرممِ
بني أميّة هذي الشّام وهي لنا
إلى القيامة تبقى عهدة الذّممِ
لا نرتضي أبداً أوصالها مزقاً
فالرّوح واحدةٌ والكل ذو رحمِ
فرح لا يخلو من الغصة
وقدمت الشاعرة فاطمة سعيد بارود قصيدتين، ووصفت أجواء الاحتفال بأنها مفعمة بالإبداع والفرح الذي لا يخلو من الغصة، وقالت في قصيدتها الأولى:
بتنا نحلّق.. نعتلي.. بتنا نرى
ما كان هذا النصر حلماً يُفترى
ناجون جئنا اليوم نرمي خوفنا
ينساب فينا الطهر حتى نزهرا
سنة تشبه الإعجاز
كما شارك القاص جورج إبراهيم شويط بمقطع أدبي بعنوان “نبض وطن” تناول فيه التحولات التي شهدتها البلاد خلال عام واحد بعد 8 كانون أول 2024، مؤكداً أنه عام أعاد الحياة لشعب خارج من تحت الردم، مشيراً إلى صحوة ضمير جماعية، وعودة العمل والانتظام إلى كافة القطاعات.
الوطن فوق الجراح
واختتمت الفعالية بقصة القاصة تيماء غسان قوجه “فوق دماء أبي” التي جسدت انتقال الإنسان من دائرة الثأر إلى بناء الوطن، وجاء فيها:
اذهب.. أنت حرٌّ، ثأرنا ليس ثأر دماء بل ثأر بناء… لأن الوطن فوق الجراح وفوق الحقد وفوق دماء أبي.
حضور يلتقط الدهشة ويقرأ الأمل
ومع اختتام المشاركات، عبر عدد من الحضور لـ”الحرية” عن انطباعاتهم حول الفعالية، مؤكدين أنها شكلت مساحة وجدانية جامعة في زمن يحتاج فيه السوريون إلى صوت الكلمة.
وأشار البعض إلى أن النصوص حملت صدقاً واضحاً، وشعرنا فعلاً أن الكلمة قادرة على مداواة الجراح.
توثيق لحظة وطنية فارقة
تركت فعالية “من وحي التحرير” أثراً واضحاً في نفوس الحضور، إذ جمعت بين الشعر والقصة وتوثيق لحظة وطنية فارقة، مؤكدة أن الأدب ما يزال قادراً على حمل الذاكرة الجماعية وصياغة الأمل في قلوب السوريين.