الحرية- علاء الدين إسماعيل:
يعتبر مهرجان أسواق إدلب من أبرز الفعاليات التي تُنظم في المنطقة، حيث يجمع بين التراث، والتنمية الاقتصادية، والتواصل الاجتماعي، وانطلق هذا الحدث السنوي بهدف دعم المنتجين المحليين، وتعزيز الثقافة والتقاليد، وتحقيق تنمية مستدامة من خلال عرض منتجات متنوعة تلبي احتياجات المجتمع وتبرز قدراته الصناعية والزراعية والحرفية.
أُقيم مهرجان أسواق إدلب لأول مرة قبل عدة سنوات، وحقق نجاحاً كبيراً بعد أن أصبح مساحة تجمع بين البائعين والمشترين والمبدعين من أبناء المنطقة وخارجها، مع تزايد الإقبال، تطور المهرجان ليشمل فعاليات متنوعة، من سوق المنتجات الزراعية، والحرف اليدوية، والصناعات التقليدية.
ويهدف مهرجان أسواق إدلب إلى زيادة الوعي بالإنتاج المحلي وتعزيز الاقتصاد المبني على الموارد والطاقات المحلية، كما يسعى لتشجيع التسويق المباشر بين المنتج والمستهلك، بهدف تقليل حلقات الوسطاء وزيادة دخل المنتجين، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وبيّن أحد التجار المشاركين في المهرجان عبد الفتاح الأسود لصحيفتنا الحرية أن مهرجان أسواق إدلب حقق خلال سنوات تنظيمه العديد من الفوائد الإيجابية، حيث ساهم في تنشيط السوق المحلية وتحفيز الاقتصاد القائم على الإنتاج المحلي، وعزز مهارات العاملين في القطاعات الحرفية واليدوية، إضافةً إلى خلق فرص عمل جديدة، وتقوية علاقات الشراكة بين المنتجين وأصحاب الأعمال، مشيراً لدعم استمرار الحرف التقليدية وإبقائها حية في أذهان الأجيال الجديدة، لزيادة وعي المجتمع بأهمية دعم المنتج المحلي للمساهمة في تحسين مستوى المعيشة وتقوية البنية الاجتماعية.
وأكد على التحديات والآفاق المستقبلية على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه المهرجان، إلا أنه يواجه بعض التحديات مثل توفير التمويل، وتأمين البنية التحتية الملائمة، والترويج الواسع، خاصةً أن المنطقة تمر بظروف أمنية واقتصادية حساسة لذلك، يتطلب مستقبل المهرجان تعزيز التعاون مع المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية، وتوسيع نطاق الداعمين، وتضمين فعاليات أكثر تنوعاً وتطوراً تكنولوجياً لجذب أعداد أكبر من الزوار والمشاركين.
بدوره قال حسين مواس -يمتلك معملاً لصناعة المعلبات- ومشاركاً في المهرجان أن الهدف من مشاركته في مهرجان أسواق إدلب، هو عرض منتجاتنا من المعلبات المحلية التي ننتجها بجودة عالية وبطرق حديثة تضمن الحفاظ على النكهة والطعم الطبيعي للأطعمة، وأضاف: لقد كانت المشاركة فرصة ممتازة لفتح أسواق جديدة وتوسيع مبيعاتنا، خاصة أن السوق بحاجة ماسة إلى منتجات معلبة موثوقة وآمنة.
وأردف خلال أيام المهرجان، أضحى حضورنا ملحوظاً، حيث استطعنا أن نقدم مجموعة متنوعة من المعلبات مثل الخضروات، الفواكه، المخللات، والصلصات. وتلقى زبائننا إعجاباً كبيراً بجودة المنتجات وطريقة التعبئة الآمنة والتغليف الجذاب، ما ساهم في زيادة المبيعات بشكل ملحوظ.
ونوه بأن التفاعل مع الزوار ساعدنا على فهم طلبات السوق بشكل أدق، واستيعاب المنتجات التي يتم طلبها بشكل أكثر، الأمر الذي سيمكننا من تحسين خطوط الإنتاج وتطوير منتجات جديدة تتناسب مع احتياجات المستهلكين.
بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك فرصة للتعاون مع تجار آخرين، وتبادل الخبرات، واستعراض قدرات معملنا في تقديم منتجات عالية الجودة تساند الاقتصاد المحلي وتحافظ على استمرار عمل المعمل بشكل منتج، لقد كانت المشاركة فرصة لتعزيز مكانة معملنا وزيادة نسبة البيع، مع تعزيز الثقة حول جودة منتجاتنا في السوق المحلي.
في سياقٍ متصل قال أحمد دحدوح يملك معملاً لصناعة المنظفات: كانت مشاركتي في مهرجان أسواق إدلب فرصة مهمة لعرض وبيع مواد التنظيف والمنظفات التي أعمل على تصنيعها وتصديرها من حلب، لقد لاحظت إقبالاً جيداً من قبل الزبائن، خاصة أن منتجاتي تتميز بجودة عالية وأسعار مناسبة، وهي تلبي حاجات السوق المحلية من المنظفات المنزلية والصناعية.
وأضاف: خلال أيام المهرجان، التقيت بعدد كبير من التجار والزبائن، وتبادلت الخبرات حول أنواع المنتجات الأكثر طلباً وطرق التسويق، كما أنني استفدت من التعليقات المباشرة التي ساعدتني على تحسين جودة المنتج وتنوعه، خاصة فيما يخص مواد التنظيف الطبيعية والآمنة على الصحة والبيئة، أما عن التنظيم، فكان جيداً بشكل عام، وساعدني على ترتيب المنتجات وإظهارها بشكل جذاب، الأمر الذي ساهم في جذب الانتباه وزيادة المبيعات، أرى أن مثل هذه الفعاليات مهمة جداً لتعزيز التبادل التجاري، ودعم صناعتنا المحلية من مواد التنظيف، وتحقيق استقرار مالي أكبر لي، وأتطلع للمشاركة في الفعاليات القادمة لتحقيق مزيد من النجاح واستمرار ترويج منتجاتي في أسواق إدلب وغيرها.