استعدادات لإطلاق مهرجان العسل السوري السادس

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية- زهير المحمد:
تجري الاستعدادات لإطلاق مهرجان العسل السوري السادس في صالة تشرين الرياضية بدمشق خلال الفترة 10-15 تشرين الثاني 2025، والذي يقيمه اتحاد النحالين العرب فرع سوريا وبدعم من المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) وبرعاية من وزير الزراعة الدكتور أمجد بدر

خبير زراعي: المهرجان يشكل تشجيعاً لجيل الشباب للاهتمام بتربية النحل

حزمة من الصعوبات والحلول

وأوضح الخبير الزراعي عبد الرحمن قرنفلة بتصريحه لـ “الحرية “أن المهرجان يشكل تشجيعاً لجيل الشباب للاهتمام بتربية النحل ، إذ إن العديد من الشباب إما غير مهتمين أو مترددين من التعامل مع النحل ، ما يُسهم في انخفاض عدد مربي النحل النشطين ، كذلك يدعم المهرجان تشجيع النساء للمشاركة بنشاط في تربية النحل ، وفق الممارسات الحديثة .
وأضاف:على الحكومة أن تلعب دوراً أكثر فاعلية في مواجهة التحديات القائمة، يمكنها على سبيل المثال، تقديم إعانات أو مساعدات مالية لضمان حصول المزيد من النحالين على معدات تربية النحل المناسبة ، مثل صناديق النحل عالية الجودة، كما يمكن لبرامج التدريب الشاملة أن تساعد النحالين على اكتساب المهارات اللازمة، وينبغي لوزارة الزراعة أن تُشارك الإرشادات والمعارف العملية لتعزيز ممارسات تربية النحل. كما أن الاستثمار في البنية التحتية والنقل في المناطق الريفية من شأنه أن يزيد من فرص الوصول إلى الأسواق، و يعالج المهرجان مشكلةً مُلحّة ؛ فكثيرًا ما يُعاني النحالون في المناطق النائية من صعوبة بيع عسلهم بسبب ضعف البنية التحتية وضعف الاتصال، ورغم أن بعض النحالين المُبتكرين قد بدؤوا في إنتاج منتجات ذات قيمة مُضافة، مثل كريمات الترطيب والمراهم باستخدام شمع العسل، وبعض منتجات القيمة المضافة ، إلّا أنهم يفتقرون إلى الدعم الحكومي اللازم لتوسيع نطاق منتجاتهم وتسويقها بفعالية.

فرصة لمواجهة التحديات

ووفق قرنفلة تتوافر إمكانات كبيرة لنمو تربية النحل في كافة المحافظات السورية ، ومع ذلك، لا يوجد سوى تدخل ضئيل يهدف إلى تحسين الممارسات الحالية ومساعدة مربي النحل في التغلب على التحديات التي يواجهونها في استدامة أنشطتهم ، إلى جانب الدعم الفني المحدود من الجهات الحكومية لتعزيز الممارسات الحالية وتشجيع مربي النحل على مواجهة تحديات الاستدامة، حيث يواجه قطاع تربية النحل في سورية قيودًا مختلفة ، أهمها مشكلات تكاليف النقل ، ونقص معدات تربية النحل الحديثة ، والتعرض للمبيدات الحشرية ، وتغير المناخ ، وارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل عام ، و من الضروري أن تطلع السلطات العامة على هذه التحديات وتعالجها مع أصحاب المصلحة المحليين لضمان استمرارية تربية النحل في المستقبل ، ولعله من الضروري أيضاً إشراك المجتمع المحلي في هذا الإطار، من خلال إقامة المهرجانات والمعارض المتخصصة حيث تتيح للزوار من الجهات الرسمية ومن الفعاليات المجتمعية مناقشة النحالين من مختلف المناطق السورية والاستماع إلى التحديات التي تواجه عملهم والصعوبات التي تعترض تطوير منتجاتهم . وكذلك عقد الندوات بمختلف وسائل الإعلام وبشكل دوري بهدف خلق تصور جماهيري عام حول أهمية النحل بالنسبة للتنوع الحيوي ولمبادئ الصحة الواحدة.
وبحسب قرنفلة فإنه من المتوقع نهاية عام 2025 أن تبلغ إيرادات السوق العالمية من العسل 54.54 مليار دولار أمريكي بمعدل نمو سنوي7.86 % ( معدل النمو السنوي المركب2025-2030) ومن المتوقع أن يبلغ حجم السوق العالمية من العسل عام 2030 قرابة / 8.38/ مليارات كيلو غرام ويظهر السوق نمواً في الحجم بنسبة 6.2% عام2026 ، مدفوعاً بتفضيل المستهلكين المتزايد للعسل بدلاً من السكر ومجموعة واسعة من تطبيقات العسل الغذائية والعلاجية وصناعات العناية بالبشرة والشعر.

ستصل إيرادات السوق العالمية من العسل نهاية هذا العام إلى 54.54 مليار دولار أمريكي

توصيات

ونوه قرنفلة بأن تربية النحل تُعدّ مهمةً لتأمين الغذاء، والحد من الفقر، وتعزيز الصحة، وحماية البيئة، وتلقيح النباتات، وقد واجهت هذه الممارسات المهمة تحدياتٍ في السنوات الأخيرة، نتيجةً للعديد من العوامل الحيوية وغير الحيوية، وتؤثر هذه العوامل على نحل العسل ومنتجاته القيّمة، سواءً مجتمعةً أو منفردةً وقد أدت العوامل المناخية، مثل ارتفاع درجات الحرارة، والرطوبة النسبية، ونقص المياه، وإزالة غابات النباتات الزهرية، والعوامل البشرية، مثل سوء ممارسات تربية النحل، والمبيدات الحشرية الصناعية، والأمراض، وآفات المفصليات، إلى تراجع أعداد مستعمرات نحل العسل ومنتجاتها، إلّا أن الطلب العالمي على العسل ومنتجات خلايا النحل الأخرى قد ازداد بشكلٍ هائل في العقود الأخيرة، نظراً لأهميته في مجموعة واسعة من الاستخدامات والتطبيقات.

وشدد قرنفلة على أهمية التوصية بسن قوانين وتشريعات محددة، يمكن أن يصدرها صانعو القرار لمنع غش العسل، و يتطلب الأمر أيضاً تنظيم قنوات تسويق العسل، ورفع مستوى الوعي بالحد من استخدام المبيدات الحشرية في الزراعة لحماية النحل والبيئة، ولا تقتصر فوائد تحديث وتطبيق تقنيات تربية النحل المُحسّنة على النحالين فحسب، بل تشمل المزارعين وعامة الناس أيضًا في تلقيح محاصيلهم، والحفاظ على التنوع البيولوجي النباتي، وحماية البيئة بشكل عام.

Leave a Comment
آخر الأخبار