الحرية _ علاء الدين اسماعيل:
تحت رعاية وزارة الثقافة السورية، وبتنظيم من منتدى خيزران، قام محبو الفن والأدب في دمشق بتكريم التراث والثقافة السورية من خلال إقامة مهرجان “بوابة الشمس” في قصر خان أسعد باشا التاريخي، أحد رموز الأصالة والعراقة في العاصمة السورية. يشكل هذا الحدث الثقافي والفني فرصة فريدة للتلاقي والتفاعل بين المبدعين والجمهور، ويعكس حرص الدولة على دعم الفنون والآداب، وتعزيز الهوية الوطنية بالغوص في إرثها الحضاري.
يقع خان أسعد باشا في قلب دمشق القديمة، وهو من أهم المواقع التاريخية التي تعكس حضارة المدينة وتراثها العريق. يعكس اختيار هذا المكان دلالة على رغبة المنظمين في إحياء وتوثيق رموز الثقافة السورية، بالإضافة إلى توفير أجواء أصيلة وملهمة لعرض الفعاليات الفنية والثقافية للمهرجان.
فعاليات المهرجان
وفي تصريح لصحيفتنا الحرية أوضح مدير منتدى خيزران عمار الأمير أن المعرض الفني التشكيلي يضم المهرجان معرضاً فنياً يشارك فيه ١٨ فناناً تشكيلياً من محافظة إدلب لعرض لوحات يبلغ عددها ٧٥ لوحة تنسج بين التراث والحداثة، وتعبّر عن روحية الوطن وأحلام الأجيال القادمة. من خلال الأعمال الفنية، يسعى المعرض إلى إحياء الذاكرة الثقافية، والتأكيد على رسالة الفن كوسيلة للتعبير والتأمل في واقع المجتمع ومستقبله.
كما تحدث الأمير عن الأمسيات الشعرية حيث يحتضن المهرجان جلسات شعرية يشارك فيها شعراء من مختلف الأجيال، يلقون قصائد تلامس الوجدان وتعبّر عن الهوية والانتماء، وتتناول مواضيع الوطن والإنسان والقضايا الاجتماعية. كما يتوقع أن تشهد الأمسيات حضوراً واسعاً من الجمهور، مع تفاعل وتواصل حيّ مع المحتفى بهم من الشعراء، ما يعكس غنى المشهد الأدبي السوري وتنوعه.
وبالنسبة لختام المهرجان تحدث مدير المنتدى عن الحفل الفني الذي سيتضمن فقرات موسيقية وغنائية لأبرز الفنانين السوريين، الذين سيقدمون باقة من الأهازيج والأغاني التراثية والمعاصرة، بأسلوب يواكب الذوق ويعكس الحراك الثقافي والموسيقي في البلاد. يهدف الحفل إلى إحياء الروح الوطنية وتنشيط الذاكرة الموسيقية، وتعزيز ثقافة الانتماء عبر الفنون.
تأتي رعاية وزارة الثقافة السورية كدلالة على اهتمام الدولة بتعزيز المشهد الثقافي، والعمل على إحياء الفنون بشكل مستدام، وتوفير بيئة مناسبة للفنانين والمبدعين. ويشارك في تنظيم المهرجان العديد من المؤسسات والجمعيات الثقافية، لتعزيز التعاون والعمل الجماعي لإخراج الحدث في أبهى حلله، وتقديم رسالة سلام وإبداع من خلال الفنون.
يسعى مهرجان “بوابة الشمس” إلى المزج بين التراث والحداثة، ليكون منصة للتواصل بين الأجيال، ومناسبة لإبراز قدرات الفنانين والشعراء السوريين، وتوثيق مكانة دمشق كمركز حضاري وثقافي في المنطقة. كما يُعد المهرجان فرصة لتشجيع المواهب الشابة، وتعزيز الحوار الثقافي بين مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية.
مهرجان “بوابة الشمس” في خان أسعد باشا هو أكثر من مجرد مناسبة ثقافية؛ هو احتفال بالحضارة السورية واحتفاء بالإبداع والتنوع الثقافي الذي يميز البلاد، ونداء لتعزيز الهوية الوطنية من خلال فنون متعددة تبث الأمل وتضيء دروب المستقبل. إن هذا الحدث ليس فقط منصة لعرض الأعمال الفنية والأدبية، بل تأكيد على استمرار مسيرة الإبداع ورفض اليأس، وتأكيد على أن الشعب السوري يظل ينبض بالحياة والفن رغم التحديات.