الحرية- رنا الحمدان:
لم تغب الرغبة في الفرح عن تفاصيل حياة السوريين، رغم الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها منذ سنوات.
وفي مدينة طرطوس، برزت خلال السنوات الأخيرة مهنة تزيين الأعياد والمناسبات كمجال عمل جديد، يجمع بين الذوق الفني وروح المبادرة الفردية، لتتحول إلى مصدر رزق واعد، خصوصاً بين الشابات.
أفكار مبتكرة
تروي المهندسة سمر تجربتها في هذا المجال قائلة: “بعد التخرج من فرع الهندسة التقنية الغذائية، لم أجد عملاً في تخصصي، فبدأت من المنزل بمعدات بسيطة (منفاخ بالونات) وبعض الإكسسوارات، معتمدة على أفكار مبتكرة وتسويق إلكتروني عبر صفحة أنشأتها على وسائل التواصل الاجتماعي.”
وتضيف إنها نشرت إعلاناً في مجموعة محلية بأسعار تناسب الوضع الاقتصادي، لتتلقى بعدها طلبات لتزيين المنازل وغرف المستشفيات في أعياد الميلاد والولادات. ومع توسع الطلب وافتتاح محال لتأمين الخامات في طرطوس، أصبح العمل أسهل وأقل تكلفة، وخاصة مع إمكانية تأجير المستلزمات وإعادة استخدامها، ما ساعدها على تحقيق دخل يتراوح بين 200 و400 دولار شهرياً.
السمعة الجيدة
أما العامل في إحدى شركات تنظيم المناسبات باسم مهنا فيوضح أن أرباح الشركات المحترفة قد تصل إلى آلاف الدولارات في المناسبة الواحدة، تبعاً لحجم الحدث ونوعية المواد والورود المستخدمة، مشيراً إلى أن النشاط يزداد في مواسم الأعراس والأعياد والتخرج.
ويؤكد أن النجاح في هذا المجال يعتمد على السمعة الجيدة، والتصميم الجذاب، والتخطيط المسبق مع الزبون حسب الميزانية المتاحة.
دورات مهنية
من جهة أخرى، أدى الإقبال على هذا النوع من الخدمات إلى افتتاح دورات مهنية لتعليم فنون التزيين وأساليبه الحديثة، تشمل تنسيق البوالين والألوان والإضاءة واختيار الطابع العام للمناسبة، ويشير مهندس الديكور وسام جبور إلى أن مهنة تزيين المناسبات لم تعد مجرد عمل بسيط، بل تحولت إلى مشروع متكامل يبدأ من اختيار الديكورات والزهور والبالونات إلى تنظيم الإضاءة والموسيقى وحتى استخدام شاشات العرض، ما خلق فرص عمل جديدة لمن يمتلكون الحس الجمالي والقدرة على الإبداع.
أمل وتجدد
ورغم أن البعض يعد التزيين رفاهية لا ضرورة في ظل تراجع القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار، إلا أن آخرين يرونه رمزاً للأمل والتجدد، ومساحة صغيرة لاستعادة الفرح في حياة أثقلتها الأزمات.