موائد الإفطار في حدودها الدنيا.. ونقص السيولة يجمّد حركة الأسواق

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحريّة – ميليا اسبر: 

يمر شهر رمضان الكريم ثقيلاً جدّاً على المواطنين، فموائده متواضعة فقيرة، تغيب عنها اللحوم والحلويات..إلخ، علماً أنّ كافة السلع والمنتجات متوفرة وبكثرة في الأسواق، لكن ضعف القدرة الشرائية لدى معظم المواطنين حال دون شرائها، وخاصة ممن فقد منهم مصدر رزقه وعمله.

صحيفة الحريّة أجرت استطلاعاً لآراء بعض شرائح المجتمع، لمعرفة كيف يقضون صيامهم في ظل تردي الواقع المعيشي لأغلب المواطنين.

“الجمل بليرة” ولكن..!

سناء عيسى ” موظفة”، أوضحت في حديثها لصحيفة الحريّة، أن كافة المواد والسلع متوافرة في الأسواق وبكثرة، لكن من الصعوبة شراء احتياجات أسرتها اليومية لوجبتي السحور والإفطار، على مبدأ “الجمل بليرة ومافيه ليرة”،لأن راتبها لا يكفي ليومين فقط، مشيرة إلى أن “ما زاد الطين بلة” فقدان زوجها مصدر دخله، الأمر الذي زاد الوضع تعقيداً.

ولفتت إلى أنها تعتمد في وجبة السحور على ما يتبقى من وجبة الإفطار من أجل التقتير، لكي تتمكن من تدبير صيام أسرتها لمدة شهر كامل، مضيفة: نبقى على أمل زيادة الرواتب، لكي نستطيع الاستمرار بالحياة.

مرهقة جدّاً

وأوضح حسام محمد أن الأعباء ازدادت كثيراً مع بداية شهر رمضان الكريم، حيث توجد متطلبات من الضروري شراؤها، ولو بالحد الأدنى، مثل اللحوم والعصائر، التمور، مضيفاً: حتى أن شراء القلة القليلة من تلك المواد بات مرهقاً جداً، حيث لا يوجد دخل سوى الراتب “الهزيل” الذي لا يكفي لأكثر من ثلاثة أيام، لذلك نضطر إلى التكيف مع إفطار لايكاد يسد الرمق.

جمود بالحركة التجارية

الباحث بالشأن الاقتصادي الدكتور عمار يوسف، أوضح في تصريح لصحيفة  الحريّة، أن الوضع المعيشي سيىء للغاية، حيث ازداد العبء على المواطنين أكثر في شهر رمضان المبارك.

وتساءل د. يوسف: كيف للسوريين تدبير أمور صيام لشهر كامل، وهم غير قادرين على تلبية احتياجات صيام يوم واحد فقط، وخاصة في ظل الظروف الصعبة وتوقف رواتب بعض الموظفين. وأكد وجود جمود كامل بالحركة التجارية في سوريا، وأنه في حال بقي الواقع هكذا، سيصل المواطن إلى مرحلة الجوع الحقيقي، منوهاً بأنه حتى تأمين مادة الخبز، أصبح عائقاً عند الكثيرين، فكيف ببقية السلع؟!

150- 200 ألف لصيام يوم واحد

ويرى د. يوسف من وجهة نظره الشخصية، أن تكلفة صيام يوم واحد بوجبة متواضعة جداً ( سحور + إفطار ) لعائلة مكونة من خمسة أشخاص، يكلف بحدود مابين 150- 200 ألف ليرة، لافتاً إلى أنّ هناك بعض العائلات تعتمد في وجبة السحور على ما يتبقى من وجبة الإفطار، أو من خلال تناول سندويشة فقط من أجل تخفيف التكاليف.

وبيّن د. يوسف أنه مع استمرار الوضع المعيشي المتدهور، يمكن أن يصل المواطن إلى حدّ الهلاك المعيشي، وهناك تقرير أممي يقول إن 98% من السوريين تحت خط الفقر.

مضيفاً: من هنا نقول إن الوضع الاقتصادي للسوريين في المستقبل سيكون مظلماً في حال استمر الوضع المعيشي كما هو حالياً، ولاسيما في ظل نقص السيولة وتوقف وجود دخل دائم يمكّنهم من الاستمرار في الحياة.

Leave a Comment
آخر الأخبار