الحرية – محمد فرحة:
تتوالى درجات الحرارة بالارتفاع بمعدل درجتين عما يقابلها لنفس الفترة من العام الماضي، وبالتالي ومع اشتدادها، ستخلّف نتائج كارثية وغير مرضية، وذلك على الأشجار المثمرة، وهي التي لم تشهد طيلة الشتاء المنصرم أمطاراً تسد رمقها كمخزون لمثل هذه الأيام، فقد بدا واضحاً منذ الآن ضعف وتراجع العقد الثمري، وعن شجرتي التين والزيتون نتحدث.
آخر البيانات الجديدة، تشير إلى أن نصف مساحة أوروبا وحوض البحر المتوسط سجلت حتى الآن أعلى مستوى جفاف وارتفاع في درجات الحرارة في شهر حزيران الحالي، وذلك منذ بدء الرصد قبل أكثر من عقد من الآن، وفق تحليل أجرته وكالة الصحافة الفرنسية، استناداً إلى بيانات المرصد.
كل هذه المعطيات ستترك أثراً سيئاً على ما تبقى من محاصيل زراعية وأشجار مثمرة، وبذلك يكون قد «اكتمل النقل بالزعرور»، شتاء بلا أمطار ، أي جفاف، وصيف ساخن وارتفاع في درجات الحرارة غير مسبوقة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل بدأ بشكل واضح، وهو حديث الناس اليوم، انخفاض مناسيب مياه آبار الشرب ومياه الآبار الإرتوازية لسقاية المحاصيل التكثيفية.
فينابيع مياه الشرب كـ«طاحونة الحلاوة» و«أبو قبيس»وغيرهما قد تراجع مردودها وانخفضت مناسيبها، ولو بشكل بسيط، في حين آبار المناطق الشرقية في ريف سلمية وما شرقها أيضاً قد انخفضت بشكل ملحوظ.
وبالعودة إلى بداية حديثنا حول ضعف إنتاج أشجار الكرمة من التين والعنب والزيتون، فهي ليست على مايرام، ولعل جولة واحدة إلى مناطق ومواقع زراعة هذه الأشجار، يدرك المرء صحة ذلك بشكل واضح للعيان.
حيث سيشهد موسم جني الزيتون هذا العام تراجعاً غير مسبوق، فلا ثمار كثيفة، إن لم نقل معدومة على العديد من الأشجار ، وكأن تجار الزيت قد تنبأوا بذلك، فراحوا يشترون صفائح زيت الزيتون مابين الـ٥٠٠ ألف و٤٥٠ ألف لتباع عند تبيان عدم وجود المادة بشكل لافت كما في السنوات الماضية بـ٨٠٠ ألف ليرة في أضعف الأحوال.
عدد من مزارعي أشجار التين أوضحوا أن موسم هذا العام ليس كما العام الماضي، فالجفاف وقلة الأمطار لم يشكلا مخزوناً كافياً للأشجار، ومنذ الآن بدأت علائم الذبول عليها.
في كل الأحوال، مواسم الأشجار المثمرة، بدءاً من التفاح والكرز مروراً بالحمضيات وأخيراً بالزيتون والتين، لم تكن كما المشتهى والمنى. وكل ذلك سببه الجفاف وموجة الحر الشديدة التي تتصاعد بشكل لافت منذ مطلع شهر حزيران الحالي. فكيف سيكون إذاً شهرا «التحاريق» كما يوصفان.. تموز وآب؟.