الحرية – علام العبد:
أكد مهندسون زراعيون مختصون، أن تغير المناخ يضرب معظم البلاد العربية ومنها سوريا بشدة، ويؤثر على قطاع الزراعة الحيوي من خلال الطقس غير المنتظم وارتفاع درجات الحرارة والجفاف، وهذا يزيد من سوء تفاقم الأزمة الاقتصادية، تاركاً خلفه الكثير ممن يعانون من نقص الغذاء ، حيث وجهت نقص الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في ريف محافظة إدلب الجنوبي، ضربة مزدوجة للزراعة، عندما تراجعت نسبة الأمطار في ريف المحافظة ما أدى إلى يباس الأراضي الزراعية، وأحرقت موجات الحر المحاصيل إن وجدت.
وحذّر عدد من المهندسين الزراعيين في الشمال السوري من تداعيات موجة الحر غير المسبوقة التي تشهدها سوريا منذ عدة أيام، مؤكدين أنها تهدد الموسم الزراعي الحالي بخسائر فادحة في الإنتاج النباتي والحيواني.
وقال، المهندس محمود نجار صاحب أكبر مشروع زراعي لإنتاج البطاطا في ريف حلب الجنوبي ، إن هذه الموجة، التي وصفها خبراء بأنها الأشد منذ 80 عاماً، ترافقها عواصف غبارية كثيفة، ما ضاعف الأضرار على القطاع الزراعي. وأوضح أن ارتفاع الحرارة والغبار أثّرا على محاصيل الخضراوات الحساسة مثل الكوسا والخيار والبندورة التي لوحظ ارتفاع الكميات المعروضة في الأسواق ما أدى إلى انخفاض أسعار المنتج وفقاً لمبدأ العرض والطلب.
ويضيف نجار في تصريح لصحيفتنا “الحرية” أن قطاع الثروة الحيوانية تأثر بدوره، إذ شهدت بعض مزارع الدواجن المفتوحة نفوقاً ملحوظاً، كما تراجعت إنتاجية الحليب لدى الأغنام نتيجة الإجهاد الحراري.
وأشار إلى أن حصر الأضرار بدقة سيتم بعد انحسار الموجة، متوقعاً استمرارها حتى نهاية الأسبوع، مع بقاء ذروة الحرارة خلال اليومين المقبلين.
وطالب مهندسون زراعيون الجهات المعنية بخفض أسعار المياه والكهرباء للمزارعين مؤقتاً، وتجنب احتساب ساعات الري ضمن فترات الذروة، للتخفيف من الأعباء المالية في ظل الخسائر المتراكمة منذ ثلاثة أعوام بسبب انحباس الأمطار وعدم انتظام الموسم المطري.
ودعوا المزارعين إلى زيادة ساعات الري في الصباح الباكر أو المساء، و وضع صغار المواليد في أماكن مظللة وجيدة التهوية، وتجنب إخراج القطيع للرعي في أوقات الذروة، والاقتصار على الرعي في الصباح الباكر أو المساء، محذرين في الوقت نفسه من مخاطر انتشار الأفاعي والحشرات السامة في المناطق الصحراوية.
ونصحوا المواطنين بالاستفادة من وفرة بعض الخضراوات وانخفاض أسعارها مؤقتاً، مثل البندورة والخيار، عبر تخزينها أو تجفيفها، لتجنب ارتفاع الأسعار لاحقاً
وأكدوا على أهمية تعديل التشريعات لتعزيز الحصاد المائي وزيادة المساحات الخضراء، مشددين على ضرورة إلزام المشاريع السكنية بإنشاء آبار لتجميع مياه الأمطار، بما يسهم في مواجهة آثار التغير المناخي وشح المياه.
وكانت إدارة الدفاع المدني السوري قد أكدت أن الوقاية تبقى الهدف الأسمى الذي تسعى إليه إدارة الدفاع المدني السوري ، في ظل موجة الحر الشديدة التي تؤثر على البلاد حتى يوم الخميس، وفقاً لتقارير الأرصاد الجوية.
وتجنباً لأي مخاطر نصح الدفاع المدني السوري بعدم التعرض لأشعة الشمس من الساعة 11.00 صباحاً وحتى الساعة 4.00 عصراً، وحماية الأطفال وكبار السن والحوامل من التعرض لأشعة الشمس المباشرة، والحرص على شرب كميات كافية من المياه على مدار اليوم، و ارتداء الملابس الفضفاضة ذات الألوان الفاتحة، وعدم إهدار المياه النظيفة ومياه الشرب ، وللوقاية من التسمم الغذائي التقليل من تناول الأطعمة الدسمة، والانتباه لسلامة الأغذية وحفظها مبردة بشكل جيد، وتناول الخضراوات والفواكه الغنية بالماء، وللوقاية من الحرائق
الامتناع عن إشعال النيران في الغابات و الحقول الزراعية، و عدم رمي أعقاب السجائر المشتعلة على حواف الطرقات، والانتباه عند استعمال المعدات التي تحدث شراراً، والتأكد من توصيلات الكهرباء خاصة منظومات الطاقة الشمسية، والامتناع عن التدخين داخل محطات الوقود، وإطفاء المحرك وعدم استعمال الهواتف المحمولة
وتجنب السفر أوقات الذروة، وعدم ترك الأطفال بمفردهم داخل السيارة ، والامتناع عن ترك الأشياء القابلة للتمدد والانفجار (عطور – مدخرات – ولاعات – وغيرها) وضرورة وجود أسطوانة إطفاء في السيارة
وعدم السباحة في الأنهار و سواقي الري والبحيرات لتجنب الغرق ومراقبة الأطفال خلال التنزه وعدم تركهم بمفردهم والانتباه والحذر من الأفاعي والعقارب والعناية بالحيوانات والمزروعات وعدم طرد الحيوانات من الظل ووضع أطباق ماء للحيوانات، كما يَنصح المزارعين بضرورة إيقاف ري مزروعاتهم خلال أوقات الذروة.