موسكو تنتظر زيارة الشيباني وتقر بضيق هامش المناورة في ظل الإقبال الدولي على سوريا ‏

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – مها سلطان:
تستمر الدبلوماسية السورية في تحقيق اختراقات بارزة على مستوى العلاقات الخارجية بجانبيها الإقليمي ‏والدولي، وآخرها مروحة من اللقاءات المهمة التي يجريها وزير الخارجية أسعد الشيباني على هامش ‏مشاركته في منتدى السلام المنعقد في العاصمة النرويجية أوسلو. ‏
ومن ضمن ذلك لقاؤه أمس مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الذي أكد وقوف بلاده إلى جانب ‏سوريا وشعبها، مُستمعاً لشرح من الشيباني عن تطورات الأوضاع في سوريا والتحديات الداخلية ‏والخارجية التي تواجهها.‏
اللقاء بين الشيباني وعبد العاطي كان مهماً ولافتاً في مرحلة تراوح فيها العلاقات السورية- المصرية عند ‏نقطة محددة، من دون أن تشهد بوادر تقدم.‏
اللافت أيضاً كان دخول صحيفة «أزفستيا» الروسية على خط الدبلوماسية السورية النشطة في أوسلو، ‏لتعيد العلاقات الروسية السورية إلى دائرة الضوء عبر الحديث مجدداً عن زيارة الشيباني لموسكو، بعد ‏أن كان تلقى دعوة رسمية من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لدى زيارته تركيا في أواخر أيار ‏الماضي، علماً أن الجانب السوري لم يعلق على هذه الدعوة حتى الآن.‏
لذلك فإن الزيارة ما زالت ضمن دائرة «قد» بمعنى أنها قد تحدث وقد لا تحدث، في الوقت الذي تسعى ‏فيه روسيا إلى تسريع التقارب مع القيادة السورية الجديدة خصوصاً في ظل التطورات المفصلية ‏المتسارعة التي تشهدها الساحة السورية والتي بمجملها ليست في مصلحة روسيا ومصالحها في سوريا، ‏وهذا بدوره ينسحب حكماً على مكانتها ومصالحها في المنطقة.‏
الصحيفة الروسية نقلت عما سمته مصدراً مطلعاً أنّ الشيباني قد يزور روسيا، مشيرة إلى أن الجانب ‏السوري يبحث إمكانية هذه الزيارة، لكنها لم تتحدث عن موعد محدد لها. ‏
ونشرت الصحيفة رأياً للباحث في مركز دراسات القضايا العامة للمشرق المعاصر بمعهد الاستشراق ‏التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير أحمدوف، أكد فيه أن زيارة الشيباني لموسكو «ليست واردة ‏فحسب، بل ضرورية أيضاً في الظروف الراهنة» معتبراً أن هذه الزيارة «مهمة بالدرجة الأولى لسوريا ‏نفسها التي تمر بمرحلة حرجة، ولكنها مهمة بالنسبة إلينا أيضاً من وجهة نظر الحفاظ على مواقع صامدة ‏في المنطقة، بما في ذلك من جهة وجودنا العسكري».‏
واعتبر المستشرق ليونيد تسوكانوف هو الآخر، أن زيارة الشيباني لموسكو تبدو واقعية ومنطقية في ‏سياق الإستراتيجية الروسية الحالية في الشرق الأوسط، قائلاً: «لا عقبات جدية أمام مثل هذه الزيارة، إذ ‏يتلخص النهج الروسي في المنطقة جزئياً بتبني مقاربة متزنة والقدرة على إقامة حوار متعدد الاتجاهات ‏مع مختلف القوى السياسية». ‏
ولفت إلى أن دمشق لاتزال معنية بالحفاظ على العلاقات الإستراتيجية مع موسكو والدفع بها، ومع ذلك، ‏أقر تسوكانوف بأن مواقف الحكومة السورية الجديدة حيال موسكو تتسم بالفتور مع هيمنة التوجه نحو ‏تعميق الحوار مع الولايات المتحدة وأوروبا، ما يقلل المجال للمناورة أمام روسيا.‏
وتحدثت «إزفستيا» عما سمته مواقف بين موسكو ودمشق لا تخلو من تباينات خرجت ملامحها إلى ‏العلن في الأسابيع الأخيرة، بعد أن صرّحت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن موسكو ‏تنتظر من السلطات السورية الجديدة خطوات نشطة نحو حلّ مشكلة المقاتلين الأجانب، مشيرة إلى ‏وجوب « ألّا يكون هناك مكان في سوريا لأشخاص تلطخت أيديهم بالدماء ولا يمتون إلى الشعب ‏السوري بصلة» في إشارة إلى عناصر «الحزب الإسلامي التركستاني» المحظور في روسيا.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار