الحرية- عمار الصبح:
قلل مزارعو البندورة في محافظة درعا من تقديرات الإنتاج هذا الموسم، والتي من المحتمل أن تكون دون التوقعات بالمقارنة مع مواسم سابقة، بفعل ظروف الجفاف وتداعياته التي عصفت أو تكاد بكل هو أخضر، في وقت يجري فيه الحديث عن أسعار لا تزال متواضعة أثارت مخاوف المزارعين من خسائر محدقة وكبيرة على حد قولهم.
تداعيات الجفاف عصفت أو تكاد بكل هو أخضر.. وارتفاع تكاليف الري أرهق المزارعين
مزارعون وصفوا في حديثهم لصحيفتنا “الحرية” الموسم الحالي بـ”الاستثنائي” لجهة ما تركه موسم الجفاف الذي ساد خلال فصل الشتاء، من تأثيرات على مختلف أصناف المزروعات وخصوصاً البندورة، الأمر الذي رتب عليهم تكاليف كبيرة لتعويض الفاقد من مياه الأمطار المتواضعة.
المزارع عبدو الرمان من الريف الشمالي للمحافظة أشار إلى أن البندورة تعد من المحاصيل شديدة الاحتياج للمياه، وهي بذلك تحتاج إلى الري بشكل دائم للحفاظ على المجموع الخضري للنبات وعدم تعريضه للإجهاد خصوصاً في ظل ارتفاع درجات الحرارة، لافتاً أن إلى المصدر الرئيسي للري وهو الآبار الزراعية، والتي تعرضت هذا الموسم لانخفاض قياسي في مناسيبها وتراجعت غزارتها بشكل كبير، ما اضطر الكثير من المزارعين إلى تقليص عمليات الري أو استجرار المياه من أماكن أبعد عن أراضيهم لإنقاذ محاصيلهم، ما عزز تالياً من احتمالية تراجع الإنتاج.
وأضاف المزارع: “بالرغم من تمرس مزارعي البندورة وانتهاجهم لطرق الري الحديث الذي بات يعتمد الري التنقيط بدل الغمر، تظل البندورة من المحاصيل التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، إذ تشير إحصائيات (غير رسمية) إلى أن الكيلو الواحد من البندورة يحتاج خلال دورة زراعته إلى ما يقارب ٣٠ ليتراً من المياه في الحد الأدنى حتى يحين موعد قطافه”.
تقديرات بتراجع الإنتاج هذا الموسم بمعدل ٢٥٪ مقارنة مع مواسم سابقة
مخاوف من تراجع الإنتاج
الظروف الاستثنائية التي رافقت المحصول من بدايته، عززت مخاوف المزارعين من التعرض لخسائر مادية كبيرة لا يمكن تعويضها، خصوصاً مع تدهور أسعار المحصول والتي وصلت إلى ما دون سعر التكلفة حسب وصفهم.
وقدّر المزارع محمد العقلة تراجع الإنتاج هذا الموسم بمعدل ٢٥٪ مقارنة مع مواسم سابقة، مضيفاً: إن إنتاج الدونم الواحد في السنوات السابقة كان يتراوح بين ١٠ و١٢ طناً فيما من المتوقع أن ينخفض الإنتاج هذا الموسم الى أقل من ثمانية أطنان فقط وهو رقم لا يغطي تكاليف الإنتاج الباهظة.
وتبلغ المساحة المزروعة بالبندورة حسب أرقام مديرية الزراعة بدرعا لهذا الموسم حوالي ألفي هكتار بزيادة حوالي ٧٠٠ هكتار عن المساحة المخططة، وأوضح رئيس دائرة الشؤون الزراعية والوقاية في مديرية الزراعة بدرعا المهندس حسن الصمادي أنه ورغم تجاوز المزارعين للخطة وارتفاع المساحة المزروعة فعلياً، ثمة مؤشرات على ضعف الإنتاجية، وذلك نظراً لقلة الأمطار الشتوية خلال فصل الشتاء الماضي، مؤكداً أن مياه الري الصيفية لا تعوض الفاقد من مياه الأمطار، وهو ما يؤثر على إنتاجية المحصول.
وأضاف: “في مواسم الجفاف لا يأخذ النبات حقه الكامل من المياه، ما يؤثر على المجموع الخضري وحجم الثمار وتالياً خروج النبات من طور الإنتاج في وقت مبكر”.
الأسعار ليست على ما يرام!
وبالتزامن شهدت أسعار البندورة تراجعاً نسبياً في الأسعار إذا ما قورنت بالسنوات الماضية، إذ يباع الكيلو بالمفرق بسعر يقارب ٣ آلاف ليرة، فيما ينخفض في الأسواق الشعبية والسيارات الجوالة إلى ما دون ألفي ليرة، وهي أسعار تقل عن السنوات السابقة والتي وصلت فيها إلى أكثر من ٥ آلاف ليرة.
وأرجع مزارعون انخفاض الأسعار هذا الموسم إلى صعوبة التصريف رغم ضعف الإنتاجية وتراجع مستويات التصدير، وأيضاً تأخر منشآت الكونسروة عن العمل حيث كانت تستجر قسماً من الإنتاج، ما أدى إلى طرح الإنتاج كله تقريباً في السوق المحلية للاستهلاك، هذا فضلاً عن دخول محافظات أخرى منتجة للمحصول على خط المنافسة في الأسواق التي تشهد فائضاً في العرض.
وتحتل محافظة درعا المرتبة الأولى بين المحافظات في زراعة البندورة المكشوفة، إذ وصل إنتاجها في سنوات سابقة إلى ٤٠٠ ألف طن في الموسم الواحد، إضافة إلى ما حققته من رواج كبير بفضل طعمها المميز وغناها بالعصارة، ما يجعلها مرغوبة للاستهلاك المباشر ولدى معامل الكونسروة والتصدير على حد سواء.