الحرية – وليد الزعبي:
بدأ إقبال الأسر على مؤونة ورق العنب لهذا الموسم، وإن بوتيرة أقل مما هو متوقع، وذلك لكون الأسعار ما زالت مرتفعة، حيث بلغت للكيلو من الصنف البلدي المرغوب قبل فترة حوالي ٦٠ ألف ليرة والآن نحو ٤٥ ألفاً.
ومعروف أن وجبة ورق العنب محببة للنساء أكثر من الرجال، حيث يحرصن على أن يوفرن مؤونة منها تكفي لعدة وجبات، وبيّنت إحدى السيدات لصحيفة “الحرية” أنه لم يعد يعتمد على وضع أوراق العنب في الثلاجات، لأنها لا تمكن من تجميدها في ظل تقنين الكهرباء، ويصار إلى «تموينها» في عبوات بلاستيكية أو زجاجية، يتم ضغطها بطرق أتقنتها النساء.
وذكرت غيرها أن المؤونة من الورق باتت محدودة لارتفاع سعرها، وزاد سعر الكيلو هذا الموسم بنحو ١٠ إلى ١٥ ألف ليرة عن الموسم الماضي.
ويرى متابعون أن ارتفاع القيمة ناتج عن الجهد والوقت غير القليلين اللذين يبذلان في جني أوراق العنب من المزارعين، لكن بالمقابل، فإن المزارع بجميع الأحوال يحتاج في مثل هذه الفترة إلى تقليم أشجار العنب وتأتي معها عملية قطف الأوراق، ويفترض أن تكون الأسعار معقولة لا استغلال فيها.
ومن جهته الخبير والمهندس الزراعي محمد الشحادات ذكر لصحيفة “الحرية”، أن التقليم الحضري يعد من أهم العمليات الزراعية الواجب تقديمها لأشجار العنب، حيث يتم خلالها تخفيف أوراق شجر العنب وتوجيه «الطرود» الخضرية، وكذلك تخفيف العناقيد الزهرية في هذا الوقت من الموسم، وهي تسهم في تحسين الإضاءة والتهوية حول العناقيد والتمكين من تقديم عمليات الخدمة والمكافحة بالشكل المناسب، وتالياً تحسين الإنتاجية كمّاً ونوعاً.
ولكن الشحادات نبّه لأهمية عدم تخفيف الأوراق بشكل جائر، وخاصة حول العناقيد لعدم تعريضها لأشعة الشمس المباشرة، مبيناً أنه لا بد من التوقف عن قطف الأوراق عند تفتح أزهار العناقيد مباشرةً.
ولجهة المكافحة، أوضح الخبير الشحادات أنها غير واردة غالباً في بداية الموسم، حيث يتم الانتظار لبعد فترة الإزهار، بمعنى أن مرحلة مؤونة أوراق العنب غير مكافحة ولا ضرر على متناوليها، بل بالعكس الأوراق حينها تكون غضة رهيفة مستساغة للأكل، نظراً لارتفاع محتواها من الفيتامينات والأملاح المعدنية، ولاحتوائها أيضاً على نسبة جيدة من المنشطات الطبيعية المفيدة للصحة.
تجدر الإشارة إلى أن الشحادات اعتبر مرحلة الأوراق هذه بمنزلة محصول آخر بعد العناقيد والحصرم الذي يستخدم في صناعة الخل.