مَنْ ينصف زراعتنا؟!

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية- سناء يعقوب:

لم يعد الواقع الصعب يحتمل المراوغة في الكلام، فالمخاوف والتحديات هائلة، وما حققته وزارات النظام البائد كان في مجمله بضعة اجتماعات، هدفها البحث عن مبررات واختلاق الذرائع واللعب على الوقت!
ندرك تماماً أن البنية التحتية في الكثير من المناطق مدمرة، مثل أنظمة المياه والصرف الصحي والكهرباء، ونعلم أن التغير المناخي وقلة الهطولات المطرية, كان لهما تأثيرهما المباشر، وخاصة على سكان المناطق الريفية التي تعتمد على الزراعة.
لذلك كان سؤالنا الدائم: لماذا لا نسعى لاقتصاد أكثر استدامة وقدرة على التكيف مع المناخ؟ أليس من الضروري تقديم الدعم بأقصى الإمكانيات للتحول والاستثمار بالطاقات المتجددة؟ وماذا عن كفاءة استخدام زراعتنا بشكل مستدام؟
لا شك أن التحديات كبيرة، وإعادة الإعمار لابد أن تكون وفقاً لأسس، غايتها الإنسان، وإذا أخذنا القطاع الزراعي مثالاً، يتضح لنا أنه لم تكن هناك أي إستراتيجيات للنهوض به، وكل الدعم المقدم سابقاً بقي في إطار الورق والاجتماعات، وهذا ما أدى إلى تزايد الفقر بشكل لم يعد المواطن قادراً على مواكبة الغلاء الفاحش!
مرحلة جديدة نعيشها اليوم، عنوانها الصدق والعمل، لذلك فإن تأسيس قاعدة بيانات وبنك للمعلومات لتبيان المناطق التي تتعرض للتغير المناخي وإعداد خطط للمواجهة والتكيف لتقليل خسائرنا، قد تكون تلك الخطوات بداية لدعم الزراعة.
بصراحة، القطاع الزراعي وما يعانيه من صعوبات لم يكن يلقى الدعم اللازم، وما كان يحدث سابقاً توصيف للمشكلات وبضعة وعود خلبية والتباكي على مواطن بات يحلم بردم الهوة بين أسعار المنتجات المرتفعة والأجور، ولكن هيهات! وطبعاً ما نعيشه ليس وليد اللحظة كما يحلو للبعض أن يصوره، وإنما يرافق حياتنا منذ سنوات طويلة جداً، دون آذان تسمع أو ضمائر تتحرك!
باختصار، عجلة الإصلاح بدأت، وما هو مؤكد أن زمن الوعود دون تنفيذ قد مضى إلى غير رجعة، وأن الكثير من السياسات الاقتصادية التي كانت سائدة، صارت من الماضي، والأهم أننا بتنا نسمع عن مبادرات حقيقية لدعم القطاع الزراعي والصناعي كمحاولة جادة لحماية الناس من العوز والحاجة.

Leave a Comment
آخر الأخبار