مُنظِّمات النمو النباتي.. بين دعم الإنتاج ومخاطر الصحة والبيئة

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية – سمر رقية:

تُعد هرمونات النمو النباتي، وما يُعرف بمُنظِّمات النمو «الهرمونات المصنعة»، مواد كيميائية حيوية، ورغم دورها المحوري في تحفيز العمليات الفسيولوجية للنبات، إلا أن استخدامها خارج النطاق العلمي يحولها إلى مصدر خطر يهدد صحة الإنسان والحيوان وسلامة المنظومة البيئية، وخاصة عند تراكم متبقياتها في المحاصيل الغذائية بتركيزات تتجاوز الحدود المسموح بها.

تأثيرات صحية جسيمة

وعن مخاطر هذه المُنظِّمات أكدت الخبيرة الزراعية سمية فياض لـ «الحرية» أن الدراسات العلمية أثبتت أن العديد من الكيماويات الزراعية والهرمونية قد تمتلك تأثيرات مسرطنة في حال التعرض المستمر لها بتركيزات عالية، وتكمن الخطورة في الأثر التراكمي لهذه المواد داخل أعضاء جسم الإنسان، ما قد يؤدي إلى اضطرابات صحية تشمل الأورام والتشوهات الخلقية.
وبيّنت فياض أن بعض هذه المركبات تعمل على الإخلال ببنية الحمض النووي (DNA) في الخلايا، ما يهيئ بيئة خصبة للنمو السرطاني أثناء انقسام الخلايا، وتزداد هذه الحساسية بشكل خاص لدى الرضع والأطفال. كما يحذر العلماء من خطورة هذه المركبات على سلامة الجهاز العصبي وتوازن الهرمونات الجنسية لدى الفقاريات والإنسان.

الاستخدام الخاطئ في الزراعة

وأشارت فياض إلى لجوء بعض المزارعين، وخاصة في الدول النامية، إلى استخدام هذه الهرمونات لأغراض تجارية بحتة، مثل تحفيز التلقيح والإخصاب في ظروف بيئية غير مناسبة، وتسريع نمو الثمار وزيادة حجمها بشكل غير طبيعي، وتعجيل نضج المحصول وتحسين مظهر ولون الثمار لجعلها أكثر جاذبية للمستهلك.
متجاهلين أن الإفراط في استخدام المُنظِّمات والمخصبات على فواكه مثل العنب والمانجو والبطيخ يؤدي غالباً إلى تغيير طعمها الطبيعي، وفقدان تماسك أنسجتها، وتسريع وتيرة فسادها. كما أن استهلاك هذه المنتجات بعد فترة قصيرة من الرش، دون انتظار فترة الأمان اللازمة لتفكك المواد الكيميائية، يرفع من معدلات السمية المباشرة على المستهلك.

ارتباط الهرمونات بالتلوث

ونوّهت فياض إلى أن استخدام الهرمونات غالباً ما يصاحبه زيادة مفرطة في التسميد الآزوتي (النيتروجيني) لضمان سرعة النمو، الأمر الذي يرفع من نسبة النترات في المحاصيل، ولا سيما الخضراوات الورقية. وتكمن الخطورة في تحوّل هذه النترات أثناء الطهو أو الهضم إلى نيتريت، والذي يتفاعل بدوره مع البروتينات مكوناً مركبات «النيتروزامين» المسرطنة.

Leave a Comment
آخر الأخبار