الحرية – خليل اقطيني:
دخل فلاحو ومزارعو محافظة الحسكة مرحلة القلق الحقيقي على مزروعاتهم ومواشيهم من جراء انحباس الأمطار طيلة هذه الفترة.
وبصورة عامة الأمطار قليلة جداً هذا الموسم في محافظة الحسكة. ففي منطقة الاستقرار الأولى شمال وشمال شرق المحافظة، بلغت الكمية الهاطلة منذ بداية الموسم حتى الآن 27.5 مم، يقابلها 223 مم خلال الفترة نفسها من الموسم الماضي في منطقة المالكية. وفي منطقة الاستقرار الثانية بلغت الكمية الهاطلة في أبو قصايب 55 مم، يقابلها 142.5 مم. وفي منطقة الاستقرار الرابعة بلغت الكمية الهاطلة في الهول 62 مم يقابلها 171.5 مم. وفي منطقة الاستقرار الخامسة بلغت الكمية الهاطلة في العريشة 82 مم يقابلها 143.5 مم.
بلال: المحافظة خسرت 70% من الإنتاج الزراعي و50% من الثروة الحيوانية والمخزون المائي
ومن خلال هذه الكميات يتضح أن ما هطل من أمطار في مناطق المحافظة، لا يتجاوز ثلث الكمية الهاطلة خلال الفترة نفسها من الموسم الماضي.
العديد من الفلاحين أكدوا أن انحباس الأمطار لم يلحق الضرر بالمزروعات البعلية فحسب، وإنما طال حتى المزروعات المروية والثروة الحيوانية وصولاً إلى المياه الجوفية.
بعض الفلاحين أخبرونا أن الموضوع انتهى، ولم يعد ثمة أي مجال لنمو محاصيل الحبوب الشتوية (القمح والشعير والبقوليات الغذائية)، وأكد الخبير الزراعي المهندس جلال بلال لصحيفة “الحرية” أن 70% من المزروعات أصبحت خارج معادلة الإنتاج في الموسم الحالي، وخاصة بالنسبة للحقول التي تمت زراعتها في وقت مبكر، فقد أدى الجفاف إلى موت البذور تحت سطح الأرض، بدليل أن الأراضي الزراعية ما زالت حمراء، ولم تكتسي باللون الأخضر حتى الآن، بسبب عدم نمو البذور وظهور الغطاء النباتي فوق التربة.
ويضيف بلال :إن الضرر طال أيضاً الحقول التي زُرِعَت في وقت متأخر، فالبذور التي نُثِرَت ما زالت تنتظر المطر لكي تنمو وتخترق سطح التربة، وفي حال تأخر المطر فإن مصيرها سيكون مصير النباتات السابقة ألا وهو الموت.
وأضاف: يتبقى لدينا المحاصيل المروية، وهذه أيضاً كان أصحابها ينتظرون المطر، وذلك لأن انحباسه أثر سلباً على تلك المحاصيل، فكل زخة مطر توفر على صاحب الأرض مبلغاً من المال نتيجة لتشغيل محركات السقاية المنصوبة على الآبار، وانحباس الأمطار يدفع الفلاحين إلى تشغيل المحركات، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة التكاليف، وبالتالي تناقص الأرباح.
أما بخصوص الثروة الحيوانية، فحسب بلال أصابها ما أصاب المزروعات، بسبب عدم توافر المراعي الطبيعية ولجوء المربين إلى شراء الأعلاف الجافة، الأمر الذي يتطلب منهم التضحية بجزء من القطيع وبيعه بأرخص الأسعار لشراء أعلاف لما تبقى منه.
ويوضح أن الضرر طال أيضاً المياه الجوفية، من جراء عدم تجدد المخزون المائي الذي تعرض لاستنزاف شديد وخاصة في فصل الصيف، وفي حال انحباس الأمطار وعدم تجدد المخزون المائي في فصل الشتاء سيؤدي ذلك إلى جفاف العديد من الأبار، وتنزيل الغواطس إلى المزيد من الأعماق وصولاً إلى ما هو متاح من المياه.
ونتيجة لما تقدم، يؤكد بلال أن محافظة الحسكة خسرت نحو 70% من الإنتاج الزراعي و نحو 50% من القطيع الحيواني ومخزون المياه الجوفية في الموسم الحالي، وما تبقى ما زال في دائرة الخطر.
يشار إلى أن الخطة الزراعية في محافظة الحسكة تضم في الموسم الحالي 431692 هكتار قمح بعل و91310 هكتارات من القمح المروي، و331177 هكتار شعير بعل، و21930 هكتاراً من الشعير المروي، إضافة إلى 66779 هكتار بقوليات غذائية بعل و11660 هكتاراً من البقوليات الغذائية المروية.
وبسبب بقاء المؤسسات الحكومية في المحافظة مغلقة، لم نتمكن من التواصل مع مديرية الزراعة لمعرفة المساحات التي تمت زراعتها من الخطة المقررة هذا الموسم.
أما من الثروة الحيوانية، فتضم محافظة الحسكة نحو مليون ونصف مليون رأس غنم، ونحو 75 ألف رأس بقر ونحو 200 ألف رأس ماعز. علماً أن إجمالي عدد رؤوس المواشي من الأغنام والأبقار والماعز في محافظة الحسكة حالياً، لا يزال أقل من إجمالي الأعداد التي تم إحصاؤها عام 2010.