نساء القلمون يقدن السيارات والدراجات الهوائية بمهارة

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – علام العبد:

النساء في القلمون لا يقدن السيارات فقط بل الدراجات الهوائية والنارية أيضاً، هذا يعد من الأمور المعتادة هذه الأيام..
الفنانة التشكيلية عهود حمود التي تنحدر من مدينة دير عطية تسكن بعيداً عن مركز المدينة ومرسمها الذي يبعد كثيراً عن منزلها، تقود الدراجة الهوائية كل يوم بمهارة وتذهب بها إلى مرسمها وسط المدينة.
تقول حمود في تصريح لـ”الحرية “: في هذه الأيام يترك كثير من أصحاب السيارات يأخذون الدراجة النارية أو الهوائية اجتناباً من الازدحام المروري كل يوم، وحفاظاً على الأوقات التي تهدر في الطريق، لأن السيارات تأخذ كثيراً من أوقاتهم الغالية.. يعتقدون أن الوصول إلى المنزل أو إلى المكتب بالدراجة خير من الجلوس في ازدحام الطريق.
وتضيف حمود: تستطيع المرأة السورية أن تقود السيارة في الشوارع، وهي تحلم بمجتمع يتسامح مع قيادتها للدراجة الهوائية، لقد بات من المألوف رؤية امرأة على دراجة هوائية في سوريا.
وما من قانون يمنع النساء من ركوب الدراجات الهوائية أو النارية، ولم تعد هذه الظاهرة نادرة كرؤية امرأة تستخدم وسيلة النقل هذه، وفي مسعى إلى كسر هذه الصورة النمطية، تجوب اليوم الكثير من النساء شوارع هذه المدينة أو تلك على الدراجة الهوائية والنارية أيضاً والكهربائية منها.
وقالت إحدى السيدات: إنه “نشاط بسيط، لكننا أردنا أن نظهر من خلال ركوب الدراجة الهوائية أن المرأة تتمتع بالحق في ركوب دراجة هوائية، فالمجتمع السوري لا يتقبل أن تزاول المرأة هذا النشاط”، وأضافت بثينة سعد وهي تروي لـ “الحرية”: “عندما كنت صغيرة كنت أركب الدراجة الهوائية من دون أي مشكلة، لكنه طلب مني في المدرسة أن أتوقف عن ممارسة هذا النشاط لأن المجتمع لا يتقبله، أنا أحلم بأن تركب المرأة السورية الدراجة الهوائية بكل حرية”.
وأضافت: إن عدداً من الجمعيات باتت تنظم اليوم جولات على دراجات هوائية بغية الترويج لهذه الرياضة.
في حين تشير الناشطة الاجتماعية خلود شيخ علي إلى أنها حين قررت شراء دراجة، كان بقصد كسر حاجز الخوف لدى النساء من ممارسة رياضة ركوب الدراجة الهوائية، فالتحدي هو أن المرأة تستطيع ركوب الدراجة لمسافات طويلة، والاستفادة من استخداماتها كأداة مواصلات، بالإضافة لفوائدها الصحية على البدن، وممارسة ركوب الدراجة الهوائية هو إثبات أن المرأة لا تقل إمكانية عن الرجل في مجالات الأنشطة الرياضية”.
تعج اليوم شوارع المدن السورية بالدراجات الهوائية، التي تفضلها كثيرات من النساء للذهاب إلى وظائفهن أو لشراء حاجياتهن، لكن المشهد لا يمر من دون أن تلاحقهن نظرات الناس من كل حدب وصوب، وكأن ظاهرة فلكية غريبة قد حلت في الشارع مخلّفة الكثير من الاستغراب والتعجب.
بتول السيد وهي معلمة ومرشدة اجتماعية، قالت في تصريح لـ “الحرية”: إن ركوب الدراجات ساهم في تحرير المرأة أكثر من أي شيء آخر في العالم، مشيرة إلى أنها تستمتع في كل مرة تمر بها امرأة تقود الدراجة الهوائية وبالنسبة إليها، هي صورة تجسد الأنوثة المتحررة من القيود.
وتضيف السيد: في بعض مجتمعاتنا ما زال البعض يعد ركوب الفتاة الدراجة الهوائية أمراً مرتبطاً بالعيب والعار، لا بل ترمى الاتهامات بأن غاية الفتاة من ركوب الدراجة هي الاستعراض وشد الأنظار إليها عبر إبراز مفاتنها، في محاولة لتشديد الوصاية على حياة النساء وخياراتهن الخاصة ورغباتهن البسيطة.

الوسوم:
Leave a Comment
آخر الأخبار