نظام الأسد حرم أطفال سوريا من تحقيق أحلامهم

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية-علاء الدين إسماعيل:

لم يعد القصر الجمهوري في سوريا ذلك الحصن الذي يطل فيه الرئيس من علوه، يرى المواطن ولا يراه، فعلى هذا النحو تحول قصر الشعب في احتفاليةٍ احتضنت أطفالاً أيتاماً سوريين خلال عيد الفطر السعيد، مشهدٌ ربما كان ضرباً من الخيال، لو توقع أكثر المتفائلين حدوثه قبل سقوط النظام، لكن بالعودة إلى أرشيف الثورة السورية، نجد أن الطفل عبدو من قلعة المضيق بريف حماة، قد استبشر ذلك المشهد، إذ رفع بداية الثورة لافتةً طالب فيها الفصائل بالمحافظة على حديقة القصر، في إشارةٍ حتمية إلى الوصول إليه يوماً ما.

كان ذلك خلال الإصرار على المضي قدماً في الطريق الطويل نحو ثورة أشعل شرارتها أطفالٌ أيضاً، لكن أطفال اليوم من عبّد آباؤهم ذلك الطريق بدمائهم، يلعبون في حديقة القصر، يتجولون في ردهاته الفخمة، بينما من قصفهم ويتمهم وقتل أصدقاءهم هرب وللأبد.

قبل 13 عاماً رفع عبد المحسن عبد الكريم لافتة، في إحدى المظاهرات في مدينة قلعة المضيق بريف حماة، طالب فيها الفصائل بالحفاظ على حديقة القصر الجمهوري بدمشق.

وبيّن عبد المحسن لصحيفة الحرية: في ذلك اليوم كان عمري 4 سنوات، عندما حملت تلك اللافتة، في المظاهرة بالساحة الرئيسة في مدينة قلعة المضيق، وكان حلمي أن ألعب في الحدائق والملاهي، لكن ظروف الحرب كانت تحول دون ذلك.

وأضاف: قتل والدي بكمين غادر نفذه عناصر يتبعون لتنظيم داعش بريف حماة عام 2018، وأصبحت يتيم الأب، بعدها بحوالي سنة تهجرنا من مدينة قلعة المضيق بسبب المعارك التي شنتها قوات النظام البائد واحتلال مدينتي وكامل ريف حماة.

وتابع: استقر بنا الحال في قرية كفرلوسين بريف إدلب الشمالي، قرب الحدود السورية التركية، وكان عمري 10 سنوات، حيث وقعت مسؤولية عائلتي على عاتقي وأنا طفل صغير، أكبر أحلامي أن ألعب في الحديقة أو في مدينة الملاهي.

وأوضح: بعد سقوط النظام البائد، وتحرير سوريا بالكامل وعودتها لأهلها، لا يزال هذا الحلم يطغى على مشاعري، رغم أنني أصبحت الآن بعمر 17 سنة، لكن تلك الرغبة لا تزال موجودة لدي.

بدأت الثورة السورية ضد نظام الأسد البائد عند اعتقاله أطفالاً من درعا قاموا بكتابة شعارات ضده على جدران مدارسهم، فلم يتورع النظام عن اعتقالهم وتعذيبهم بأساليب وحشية كالضرب والصعق، وحتى إطفاء أعقاب السجائر في أجسادهم، ما شكل حالة احتقان كبيرة وبدأت الاحتجاجات والمظاهرات وكانت الشرارة التي فجرت الثورة السورية.

لم يكتفِ النظام السوري بتدمير المدن والبلدات وتدمير ثقافتها وحضارتها وتراثها، بل إن هذه الحرب الضروس التي شنّها النظام على الشعب تركت آثارها السيئة على أجيال من الأطفال السوريين.
فرائحة البارود وصوت الطائرات سلبت منهم براءتهم، واستبدلتها بثوب القهر والحصار والجوع والتشرد والتهجير، وشكّل انتهاك حقوق الأطفال في سوريا محوراً أساسياً من محاور الانتهاكات الواسعة التي ترقى إلى جرائم حرب منذ بداية الثورة وحتى سقوطه.

Leave a Comment
آخر الأخبار