تغير نمط السلوك الاقتصادي للأسرة مع بداية العام الجديد

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية ـ دينا عبد:
مع اقتراب العام الجديد، تتجه أنظار العديد من الأسر نحو إحداث تغيير في نمط سلوكها الاقتصادي، في محاولة للتخفيف من الأزمات المالية والديون المتراكمة، وذلك عبر تبني نهج التخطيط المالي ووضع ميزانيات واضحة.
عائلة أم حسان قررت مع بداية العام الجديد مراجعة نمط الإنفاق ووضع موازنة واضحة لإنهاء سنوات الفوضى في التخطيط، والبدء بإعادة تنظيم ميزانيتها العائلية، وتسعى أم حسان، التي تعيل خمسة أبناء، إلى الالتزام بسقف محدد للإنفاق والتخفيف من الأعباء المالية من خلال ترتيب الأولويات والابتعاد قدر الإمكان عن الاستدانة، بما يوفر لها استقراراً مالياً على المدى الطويل.
أبو رشاد (موظف) كان يعاني من العشوائية والفوضى في الإنفاق دون أي تخطيط مالي مدروس، إذ اعتاد شراء ما يلزم وما لا يلزم، ما عرضه لمشكلة عدم تأمين بعض المتطلبات الأسرية إلا بعد الاقتراض.

غياب التخطيط المالي

خبيرة الاقتصاد المنزلي هبة نصوح أوضحت أن التخطيط الأسري لدى عدد كبير من الأسر محدود جداً، ما يزيد من مخاطر تراكم الديون، خاصة لذوي الدخل المحدود وموظفي القطاع العام الذين يعتمدون على أجورهم الشهرية فقط، وليس لديهم إمكانية للعمل في القطاع الخاص بسبب ساعات الدوام الطويلة.
وأكدت أن غياب التخطيط المالي هو السبب الرئيسي للأزمات المعيشية داخل الأسرة وتراكم الديون في كل مكان: السوبر ماركت، الصيدلية، محل الخضار وغيرها، واعتبرت أن التخطيط المالي الشهري ضرورة ملحة لأنه يتيح الموازنة بين الدخل والاحتياجات، وبالتالي تجنب الفوضى المالية.
وشجعت نصوح جميع الأسر على وضع ميزانية شهرية واضحة وتدوين الاحتياجات اليومية، مع الحد من النفقات المرتبطة بالمظاهر والمناسبات المكلفة، وأشارت إلى أن غياب التخطيط المالي والمعيشي داخل الأسرة يعد من أخطر مسببات الأزمات الأسرية، حيث يكاد يكون شبه معدوم في كثير من البيوت، الأمر الذي يدفع الأسر تدريجياً نحو الاستدانة.
وحسب نصوح، فإن أكثر من 60 % من الأسر ذات موارد محدودة (موظفون)، ما يجعل التخطيط المالي ضرورة أساسية تفرض المواءمة الدقيقة بين إمكانيات الأسرة واحتياجاتها الفعلية، وغياب هذه المواءمة ينعكس سلباً على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للأسرة.

خبيرة اقتصادية: غياب التخطيط المالي هو السبب الرئيسي للأزمات المعيشية

انعدام الأمان النفسي

من الناحية النفسية، تؤكد المرشدة النفسية صبا حميشة أن القلق المستمر وانعدام الأمان المالي يسبب توتراً داخل الأسرة، وقد يؤدي إلى مشكلات مثل الاكتئاب، القلق، الغضب أو الشعور بالعجز، إضافة إلى خلافات بين الزوجين والأبناء، ما يؤثر على استقرار العلاقات الأسرية.
وترى حميشة أنه من المهم التركيز على الترابط والتواصل بين أفراد الأسرة لدعم بعضهم بعضاً في ظل الظروف الصعبة. كما تنصح بالتركيز على الأمور التي لا تتأثر بالمال، مثل الدعم المتبادل، المشاركة في الأنشطة المنزلية الممتعة، وتعليم الأبناء قيمة الرضا بالأشياء البسيطة، كقضاء الوقت معاً أو ممارسة الهوايات، ما يساعد على التكيف مع الوضع الجديد من دون الشعور بالحرمان.

Leave a Comment
آخر الأخبار