نموذج تنموي بيئي متكامل.. مشروع تصنيع الألبان والأجبان في محمية الفرنلق

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- لوريس عمران:
في قلب محمية الفرنلق بريف اللاذقية، ينبثق مشروع رائد، يعكس مزيجاً من التوازن البيئي والتنمية الاقتصادية، يتمثل في نشاط تصنيع الألبان والأجبان القائم على تربية الأبقار المحلية، ويشكل هذا المشروع نموذجاً يحتذى به في الاستثمار البيئي المسؤول والتنمية الريفية المستدامة.

مشروع متكامل

مدير محمية الفرنلق المهندس سومر مريم أكد أن المشروع يعتمد على استراتيجية مدروسة، تبدأ بإنشاء مزرعة أبقار نموذجية مجهزة بأفضل المعايير لتشمل مختلف أنواع الإنتاج الحيواني من حليب ولحوم، إلى جانب منتجات ثانوية من الأجبان والزبدة، مشيراً إلى أن فكرة المشروع ليست فقط إنتاج الحليب، بل إيجاد سلسلة إنتاج متكاملة، تبدأ من البقرة وتنتهي بمنتج صحي، نظيف، قابل للتسويق محلياً وخارجياً.
وبين مريم لصحيفتنا “الحرية”، أن من ضمن هذه السلسلة تنويع الإنتاج ليتعدى الحليب إلى اللحوم والسماد العضوي والاستفادة من المخلفات الحيوانية، وخاصة الروث الذي يعاد تدويره كسماد طبيعي، بالإضافة إلى معالجة مياه الصرف الصحي بطرق مستدامة تراعي البيئة، وأيضاً تدريب الكوادر على أحدث الممارسات لضمان الكفاءة والسلامة.

من المزرعة إلى مائدة المستهلك

وأشار مريم إلى أن المشروع يلتزم بأعلى معايير الجودة والسلامة الغذائية، حيث تبدأ المراقبة من لحظة حلب الأبقار، ونقل الحليب مباشرة إلى وحدات التبريد بدرجة حرارة تتراوح بين ٢– ٤ درجات مئوية، ثم يخضع لسلسلة من التحاليل المخبرية الدقيقة للكشف عن أي شوائب أو ميكروبات.
مضيفاً: لدينا مختبرات جاهزة لمراقبة الجودة، والتزام صارم بكل ما يتعلق بالنظافة والتعبئة والتخزين. كما يتم تدريب العمال بشكل دوري على التعامل الصحيح مع المواد الغذائية.

قدرة إنتاجية واعدة

وأوضح مريم أن الطاقة الإنتاجية اليومية تتراوح بين ١٦٠٠ و١٧٠٠ كغ من الحليب، أي ما يعادل قرابة ٥٠ طناً شهرياً.
لافتاً إلى أن هذه الكمية تكفي لتغطية جزء كبير من احتياجات الأسواق المحلية، وخاصة في المناطق الريفية القريبة، مع خطط مستقبلية للتوسع نحو الأسواق الإقليمية.

التكنولوجيا في خدمة الإنتاج

وأكد مريم أن المشروع لا يقتصر على الطرق التقليدية، بل يعتمد على أحدث التقنيات في مجالات الإنتاج (التعبئة، التبريد، والتغليف)، كما يجري العمل على تحسين الظروف البيئية المحيطة من خلال تقنيات حديثة لضبط الحرارة والرطوبة، ما يعزز جودة المنتج ويحافظ على صحته لفترة أطول.

موقع استراتيجي مميز

ولفت مريم إلى أن مزرعة الأبقار تقع في المنطقة المحيطة مباشرة بمحمية الفرنلق، حيث يتم الاعتماد الكامل على الحليب البقري المحلي، ما يدعم الاقتصاد الريفي ويعزز من قيمة المنتج المحلي، مبيناً أن هذا المشروع يتكامل مع أهداف محمية الفرنلق في حماية البيئة وتحقيق التنمية الريفية المستدامة، أيضاً هو لا يوفر فقط فرص عمل للسكان المحليين، بل يساهم في تقليل التلوث من خلال إدارة المخلفات بشكل فعال، ويعزز من أمن الغذاء في المنطقة.

نحو التوسع والتصدير

يرى القائمون على المشروع أن الخطوة التالية ستكون التوسع في خطوط الإنتاج، مع إمكانية التصدير إلى المحافظات السورية المجاورة، وربما خارج الحدود مستقبلاً.
حيث ختم مريم: (ما نقوم به اليوم هو زرع لمستقبل أخضر صحي، ومنتج، يبدأ من بقرة وينتهي بابتسامة طفل يتذوق قطعة جبن نظيفة).

Leave a Comment
آخر الأخبار