الحرية – بشرى سمير:
كثيراً ما نرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي إعلانات عن رجل كبير في السن أو امرأة مسنة خرجوا من المنزل من دون علم أولادهم وأسرهم ولم يعودوا وربما تاهوا وأضاعوا طريق العودة للمنزل.
فقدان الإحساس بالمكان
وتعزو الدكتورة وصال الأحمد مرشدة اجتماعية ونفسية أسباب هذه الظاهرة الاجتماعية والنفسية إلى الارتباك أو الخوف أو الملل عند المسن، وهناك حالات تكون ناتجة عن إصابته بالزهايمر وفقدان الذاكرة، ما يجعل المسن غير قادر على فهم وضعه وفقدان الإحساس بالمكان، ما يؤدي إلى ضياع المسن وتشرده. كما يسهم الارتباك والاكتئاب والقلق وشعورهم بالوحدة والعزلة بترك المسنين منازلهم بحثاً عن الراحة أو المساعدة.
ولفتت الى أن المسن قد يشعر بالملل ويرغب في تغيير نمط حياته اليومي، وخاصة بعد بلوغه سن التقاعد، ما يدفعه لمغادرة المنزل بحثاً عن تجربة جديدة.
دور الرعاية
وأشارت الأحمد إلى أن الأبناء قد يلجؤون الى وضع والدهم أو جدهم في دار الرعاية، وفي بعض الحالات قد يجد المسن صعوبة في التأقلم مع دار الرعاية، ويفضل البقاء في منزله الذي يحمل ذكريات كثيرة، ما قد يدفعه لمحاولة العودة إليه والهروب من دار الرعاية.
حماية المسن
وبينت الأحمد أنه لتفادي حدوث ذلك يجب تأمين بيئة المسن بإبلاغ الجيران، وتوفير الأنشطة له مثل القراءة والموسيقا، والتفكير في الرعاية المنزلية المتخصصة مع العمل على تأمين المنزل لضمان سلامته، والتأكد من أن أبواب ونوافذ المنزل مؤمنة بشكل جيد لمنع خروج المسن بشكل غير متوقع ونصحت بتركيب أجهزة إنذار أو أنظمة مراقبة يمكن أن تساعد في تنبيهك عند محاولته الخروج من المنزل، مع أهمية توفير الرعاية المنزلية المتخصصة ويمكن الاستعانة بمقدمي خدمة مقيمين متخصصين في التعامل مع كبار السن لتقديم الرعاية على مدار الساعة، ما يضمن سلامة المسن ومراقبته، وأكدت الأحمد ضرورة إبلاغ المحيطين من الجيران وأفراد العائلة المحيطين بالمسن عن حالته الصحية وطبيعته.
يمكن للجيران التعرف على المسن في حالة خروجه للتجول في الشوارع من دون علم العائلة وتقديم المساعدة والعمل على تشجيع المسن على القراءة والاستماع للموسيقا، فهذه الأنشطة تحفز العقل وتساعد على الهروب من الروتين اليومي وتجنب الشعور بالملل، وتوفير قوائم تشغيل بأغانيهم المفضلة قد يساعدهم على استعادة ذكرياتهم الجميلة وعرض الأفلام السينمائية التي يحبونها مع التأكيد على أن الموسيقا الهادئة أو الأنشطة الاجتماعية يمكن أن تساعد في تحسين مزاج المسن وتقليل التوتر، ما يجعله أقل عرضة لمغادرة المنزل بشكل مفاجئ.
مسؤولية الأسرة والمجتمع
وأكدت أن حماية المسنين من الهروب من المنزل هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الأسرة والمجتمع، مع التركيز على توفير بيئة آمنة، ومراقبة سلوك المسن، وتقديم الرعاية اللازمة، والاستعانة بالجهات المتخصصة عند الضرورة وطلب المساعدة من المتخصصين عند ملاحظة تغيرات في حالته.
لا توجد إحصائيات
مشيرة إلى أنه لا توجد إحصائيات عامة موحدة لنسبة هروب المسنين من المنزل، لأنها تختلف بشكل كبير بناءً على الظروف الفردية، العوامل الثقافية، وأنظمة الرعاية في كل بلد ولكن يمكن أن يحدث الهروب نتيجة لحالات طبية مثل الخرف، القلق، الاكتئاب أو بسبب مشاكل بيئية مثل الإهمال أو الشعور بالوحدة.