غزت موائد دول أوروبا والخليج العربي.. هريسة التنور بديرعطية حلوى أسرت قلوب السوريين

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – علام العبد:

تشهد حلوى ” هريسة التنور ” بديرعطية استهلاكاً واسعاً طوال العام وفي القلمون على وجه الخصوص، كما يكثر عليها الطلب خلال الأفراح والمناسبات؛ حيث يحج عشاقها من مختلف المناطق، نحو المدينة، لاسيما الذين لا يستطيعون مقاومة حلوى” الهريسة”، فيضعون لأنفسهم برنامجاً يومياً؛ من أجل الظفر بقطعة من هذه الحلوى، التي ترافق المغتربين في رحلاتهم وزياراتهم سواء إلى دول اوروبا أو الخليج العربي، ناهيك عن سهرات صيف وشتاء ديرعطية القلموني مع كاسة المتة.
في وقت سابق كان بيع “الهريسة” يقتصر على مدينتي حلب ودمشق، أما اليوم فقد تغيرت الصورة وأصبح لـ ” الهريسة “عاصمة تنتمي إليها ألا وهي” هريسة ديرعطية” في القلمون الغربي ولسان حالها يقول “مو كل مين صف صواني صار حلواني” حيث يزاحم النحل الزبائن، وحيث هناك أشهر صانع لهذه الحلوى؛ إذ يتربع على قلوب عشاق الحلويات، فتحولت البوصلة إلى مدينة ديرعطية؛ هناك يحط عشاق” هريسة التنور” من مغتربين وغيرهم رحالهم لتذوق و شراء “الهريسة” الديرعطانية.

أصل الهريسة..

يقول الشيف الشهير وليد الشحت، صاحب أشهر محال لبيع “هريسة التنور” في مدن القلمون، تتضارب فرضيات كثيرة حول تاريخ  “الهريسة”، فمنها من تقول إن أصولها تركية، وأنها كانت حكراً على موائد الطبقة الحاكمة في العهد العثماني، وأخرى تقول إنها أندلسية الأصل، وإسبانية النشأة، وأنها قطعت البحر المتوسط من الأندلس لتستقر في الضفة المقابلة، وتحديداً في سوريا، وتتحدث أخرى على أن هذه الحلوى من اختراع الخليفة العباسي “المأمون” شخصياً، وكانت تسمى “المأمونية”، قبل أن تتحول إلى اسمها الحالي، في حين تقول فرضيات أخرى ولو أنها أقل إقناعاً، إنها مرتبطة بحلوى فرنسية تحمل الاسم نفسه، لكنها تبقى فرضية ضعيفة جداً؛ بسبب وجود بعض الحلويات المشابهة لـ “الهريسة” في البلاد العربية.


ويوضح الشيف وليد في  تصريح لـ ” الحرية ” أن “الهريسة “، يدخل في تصنيعها، المكسرات، وعلى رأسها الفستق الحلبي أو اللوز و الكاجو، وأحيانا أخرى الجوز. وتحضَّر، أساساً بالسميد،  ويضاف له السكر، والسمن، وهي المكونات الأساسية للهريسة التي باتت محبوبة من قبل جميع الفئات العمرية.
وحسب ما ذكر الشحت تختلف “الهريسة” من منطقة لأخرى، ونوعية المادة تلعب دوراً كبيراً والسمنة التي تستخدم في التصنيع لها أيضاً دور ومذاق خاص، لافتا إلى أن جميع أصحاب الحلويات الذين يحافظون على مكانتهم وسمعتهم يستخدمون  النوعية ذاتها من السمن الذي ارتفع سعره اليوم.

أسعار مرتفعة ..

ويُرجع الشحت ارتفاع سعر هذه الحلوى إلى ارتفاع سعر مختلف المواد التي تدخل في صناعتها؛ على غرار السكر والمكسرات والسمنة؛ وأشار إلى أن سعر كيلو غرام “الهريسة ” مناسب ؛ إذ يباع بـ90  ألف ليرة سورية ليرة للنوعية المدعومة في حين يباع الكغ العادي بـ 60  ألف ليرة سورية.

إقبال كبير ..

وتشهد”هريسة التنور” إقبالاً منقطع النظير لاسيما في المناسبات وخلال إجازات المغتربين الذين يحملونها في حقائبهم أثناء العودة.
ولفت إلى أن هناك من يفضل تناول ” الهريسة” داخل المحل الخاص ببيعه، أو عند المحلات المختصة ببيع الطعام، أو داخل المقاهي، في حين يفضل آخرون أخذ الحلوى معهم إلى المنزل، ويقوم البعض بتناولها مباشرة مع أذان الإفطار خلال شهر رمضان، ويكسر بها الصيام، وهناك من يفضلها بعد الإفطار؛ حيث يتم تناولها مع القهوة أو مع المتة والمكسرات.
وكان الشحت تحدث، عن ثقة المستهلك في المنتج المحلي، مشيراً إلى أنها متوسطة وليست عالية، ويرجع السبب في ذلك إلى ثقافة المستهلك التي تجعله ينظر إلى المنتج المحلي كمنتج ذي قيمة وجودة أقل، وهذا اعتقاد خاطئ، حيث إن هناك منتجات محلية استطاعت التحول إلى علامات تجارية عالمية تحظى بقبول كبير محلياً وعالمياً و” الهريسة” خير مثال.
وحول رأيه في مدى الإقبال على شراء المنتج المحلي، يرى الشحت، أن الإقبال جيد، لكنه يطمح إلى رفعه لمستويات أعلى من خلال تثقيف المجتمع بأهمية دعم المنتج المحلي، من خلال التشجيع والندوات والمحاضرات التي تقدمها الجهات المعنية.

Leave a Comment
آخر الأخبار