هل بدأت إعادة هيكلة الاقتصاد؟.. عقد دولي لإدارة وتحويل ميناء اللاذقية لمركز إقليمي يربط بين الشرق الأوسط وأوروبا

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- يسرى المصري:

رغم التحديات والعقوبات بدأت سوريا تتنفس التعافي عبر توقيع استثمارات جديدة مع دول وشركات وهيئات استثمارية، كان من أبرزها توقيع أول اتفاقية استثمارية دولية منذ التحرير، مع شركة الشحن والخدمات اللوجستية الفرنسية العملاقة “CMA CGM”.

وحسب تقرير لـ “L’Orient-Le Jour”، فإن هذا العقد يُعد أول استثمار أجنبي مباشر كبير في سوريا منذ أكثر من عقد، ويأتي بعد تحسن تدريجي في العلاقات الدولية مع دمشق، خاصة بعد تغير المواقف الغربية عقب نهاية الحرب وبدء المرحلة الانتقالية.

ينص الاتفاق على تقاسم العائدات بنسبة 60% لصالح الدولة السورية و40% لصالح “CMA CGM”، مع إمكانية تعديل النسبة وفقاً لحجم النمو في عدد الحاويات المتداولة بالميناء.

ويُنظر إلى هذا المشروع على أنه مؤشر قوي على بدء إعادة هيكلة الاقتصاد السوري، وإعادة دمج البلاد في شبكات التجارة العالمية. كما يعكس الثقة الدولية المتزايدة في مسار الاستقرار السياسي في سوريا بعد سنوات من العزلة والحصار.

وتُعد شركة CMA CGM، ومقرها في مدينة مرسيليا الفرنسية، ثالث أكبر شركة شحن بحري في العالم، وتدير أكثر من 50 ميناء حول العالم، ما يمنح سوريا شريكاً استراتيجياً قوياً في جهود إعادة إعمار قطاع النقل البحري والبنية التحتية.

وجاءت الاتفاقية حسب الإعلان الرسمي لتطوير وتشغيل ميناء اللاذقية على البحر المتوسط لمدة 30 عاماً، في خطوة تعد مؤشراً على انفتاح اقتصادي جديد بعد سنوات من الحرب والعزلة الدولية.

وحسب بيان رسمي، وقعت الاتفاقية في قصر الشعب بدمشق، بحضور الرئيس السوري أحمد الشرع، وقيادات من الهيئة العامة للموانئ البحرية، وممثلين عن الشركة الفرنسية.

وتشمل الاتفاقية استثماراً أولياً قدره 230 مليون يورو (نحو 260 مليون دولار)، يخصص لتحديث البنية التحتية، وبناء رصيف جديد بطول 1.5 كيلومتر وعمق 17 متراً، بما يسمح باستقبال سفن الحاويات العملاقة لأول مرة في تاريخ الميناء.

ووفقاً لـ”وكالات”، ستبدأ “CMA CGM” بضخ استثمارات أولية قدرها 30 مليون يورو في العام الأول، على أن تتبعها استثمارات إضافية بقيمة 200 مليون يورو خلال السنوات الخمس الأولى من تنفيذ العقد.

وتهدف هذه الاستثمارات إلى تحويل ميناء اللاذقية إلى مركز لوجستي إقليمي يربط بين الشرق الأوسط وأوروبا.
وتعود علاقة الشركة الفرنسية بميناء اللاذقية إلى عام 2009، حين بدأت بإدارة محطة الحاويات هناك بعقد تشغيل متجدد، كان آخره في أكتوبر 2024، لكن بعد سقوط النظام السابق، أعادت الحكومة الانتقالية التفاوض لتعديل بنود الشراكة، بما يتناسب مع أولويات المرحلة الجديدة في إعادة الإعمار والانفتاح الاقتصادي.

Leave a Comment
آخر الأخبار