الحرية – دينا عبد :
أدى تباعد المسافات وارتفاع أجور النقل والمواصلات إلى اختلاف طقوس المعايدات في بعض المحافظات، حيث لجأ البعض لاستخدم وسائل اﻻتصاﻻت اﻹلكترونية كبديل للتهنئة بحلول العيد.
ويرى بعض من استمعت لهم صحيفة الحرية أن وسائل التواصل اﻻجتماعي والواتس أب، ليست بديلاً عن المعايدات لكن البعض مجبر على استخدامها لتقديم المعايدة للأهل بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية وبعد المسافة.
حل بديل
يرى أنور كحيل( طالب جامعي) أن الوسائل الحديثة فرضت نفسها كحلٍ بديل عن الزيارات المكلفة، في ظل تدني اﻷجور وارتفاع تكاليف النقل فهو يحتاج إلى مايقارب ١٠٠ الف ليرة للوصول إلى محافظته ولقاء أهله، لذلك اكتفى بإرسال رسالة عبر الموبايل، مشيراً إلى أن أهله لم يعتبوا عليه فهم يعرفون وضعه.
غيرت الطقوس
ورغم عدم إجماع السوريين على المعايدة الإلكترونية، خاصةً أن كبار السن يرونها غيرت طقوس العيد التي كانت تتسم بالزيارات للأهل واﻷقارب، إﻻ أن أبو إبراهيم ( متقاعد) يرى أن المعايدات الإلكترونية فرضت نفسها بحكم الظرف الذي تمر به البلاد من جهة، ومن جهة ثانية فإن أجور المواصلات باتت تفوق القدرة المادية لدى الجميع.
سمة سائدة
ويرى عبد الرحمن ( موظف) أن الزيارات في الأعياد كانت أفضل بكثير مما نحن عليه الآن، مبيناً أن المعايدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي باتت السمة السائدة في طرق المعايدة بدلاً من الزيارات التي تعزز الروابط الاجتماعية وتقوي صلة الأرحام.
وأضاف: وسائل التكنولوجيا الحديثة غيّرت من شكل التهنئة في العيد حيث أصبح من الشائع إرسال تهنئة عبر الواتس أب أو الرسائل النصية بدلاً من تبادل الزيارات التي من شأنها توطيد الأواصر وتقوية العلاقات الاجتماعية.
فيما أكد محمد عبيدو ( مهندس) أن التهنئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي صامتة تفتقد إلى الحميمية، فكثير من الرسائل التي ترد لا يعرف المرء في أحيان كثيرة من الذي قام بإرسالها له لأنها لا تحمل اسم صاحبها ما يجعل الإنسان في حيرة وتجعله يتساءل عن صاحب هذه التهنئة.
الترابط الأسري
الاستشارية التربوية صبا حميشة بينت لصحيفة الحرية أنّ الزيارات الاجتماعية ضرورة للحفاظ على الترابط الأسري، حيث يتطلب من الجميع القيام بواجباته تجاه الآخرين، وعدم الاكتفاء بإرسال رسائل إلكترونية لأنها لا تغني عن التواصل والتقارب، مشيرة إلى أهمية التفاعل مع الأهل والأصدقاء بالخروج والتنزه والاستمتاع بالأجواء الحميمية وسط البيئة المحيطة المفعمة بأنشطة المناسبات.