الحرية – طلال الكفيري:
يتخوف مربو النحل في السويداء من ألا يحظوا بإنتاج جيد من العسل هذا الموسم، أسوةً بالمواسم السابقة، وخصوصاً في ظل تردي المراعي التي يتغذى عليها النحل.
رئيس شعبة أبحاث النحل في مركز البحوث العلمية الزراعية وعضو المجلس الاستشاري السوري للنحل المهندس ماهر دوارة أشار إلى أنه من المتوقع أن يتراجع إنتاج المحافظة من العسل هذا الموسم كثيراً، نتيجةً لقلة الهطولات المطرية، وعدم وصولها للمعدل السنوي، ما أدى إلى تراجع المراعي الخاصة بالنحل، وهذا بالتأكيد ستكون له منعكسات سلبية على تربية النحل والإنتاج معاً، وخصوصاً أن مربي النحل في المحافظة لا يعتمدون على المراعي المروية، مضيفاً في تصريح لصحيفة الحرية: إن التغيرات المناخية تلك، ستؤدي إلى تراجع إنتاج الخلية الواحدة من العسل لحدود الـ2 حتى 3 كغ في حال تم جني العسل، وهي لا تغطي تكاليف الإنتاج على الإطلاق.
ولفت دوارة إلى أن أهم الصعوبات التي يعاني منها مربو النحل في السويداء هي، أولاً ارتفاع تكاليف الإنتاج، إضافة لافتقاد المحافظة المراعي المروية كاليانسون وحبة البركة وعباد الشمس التي تتغذى عليها، وصعوبة ترحيل الخلايا بسبب تعرضها للسرقات، الأمر الذي حرم مربي النحل من المراعي خوفاً على أنفسهم وعلى النحل، عدا عن تعرض الخلايا للتسمم في كثير من الأحيان، بسبب قيام المزارعين برش أشجارهم بالمبيدات الحشرية. وما زاد المعاناة هو الخطر الذي ما زال يشكله الدبور الأصفر والأحمر على هذه الخلايا، وخاصة الدبور الأصفر، لكونه يتعايش مع النحل داخل الخلية الضعيفة ولا يمكن التخلص منه أو منعه من دخولها لتقارب حجمه مع حجم نحلة العسل.
ومن الصعوبات التي يعاني منها المربون أيضاً التحطيب والقطع الجائر للغابات والأشجار الحراجية والرحيقية، والتي أهمها غابات الكينا، حيث تعد هذه الشجرة من أفضل المراعي الخاصة بالنحل لجمع الرحيق وغبار الطلع، و تفاقم أذى الفاروا، وهي من أخطر الآفات على النحل، إضافة إلى تراجع فعالية الأدوية الموجودة في الأسواق وارتفاع المناعة تجاه تلك الأدوية بسبب تكرار استخدامها.
يشار إلى أن تربية النحل في السويداء تعد من المشاريع التي لها عائدية اقتصادية جيدة، تساهم في تحسين دخل الأسر، و أن عدد خلايا النحل في المحافظة يبلغ 3200 خلية، ويبلغ عدد المربين 350 مربياً.