الحرية – متابعة: لمى سليمان:
السؤال أعلاه تجيب عليه صحيفة «التلغراف» البريطانية بصورة جازمة في مقال مطول لها اليوم الإثنين تحت عنوان «فكرة فاشلة: حل الدولتين لإسرائيل وفلسطين قد انتهى» كتبه الدبلوماسي الهندي السابق سي آر غاريخان.
وفي المقال يتساءل الكاتب عما إذا كان يمكن لأحد أن يتخيل «يهوداً وفلسطينيين» يعيشون بسلام على قطعة أرض صغيرة جداً، بعد ما حدث خلال العامين الماضيين؟، ويجيب: لقد انتهى حل الدولتين.
ثم يعود الكاتب إلى وعد بلفور عام 1917، الذي «وعد اليهود بوطن في فلسطين، بحقوق اجتماعية وثقافية تضاهي سكانها الأصليين، وأنكر عمداً حقوق السكان السياسية، حتى أن يهوداً رفضوا الاعتراف بوجود شعب آخر يعيش هناك، وكان شعارهم: «أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض».
ويرى الكاتب أن عام 1947 كان بمثابة «المأساة الفادحة» عندما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار181، الذي قسّم الأراضي إلى كيانين، عربي ويهودي، بدلاً من إبقائها موحدة في دولة واحدة، إذ إن «الصراع حاليا يدور حول الأرض»، فبينما «يمتلك اليهود دولة على كامل الأرض تقريباً، سواءً بشكل قانوني أو غير قانوني، لا يمتلك الفلسطينيون سوى شريط صغير في جزء من الضفة الغربية».
ويقول الكاتب: كل الدول حددت أراضيها، لكن إسرائيل أبقت حدودها غير محددة عمداً، تاركة الباب مفتوحاً لإضافة المزيد من الأراضي.
ويؤكد الكاتب أن «الشعار أو الصيغة التقليدية، هي أن تكون هناك دولتان، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنباً إلى جنب في سلام ووئام وحسن جوار» لكنه يستبعد ذلك في ضوء ما حدث خلال العامين الماضيين.
ويضيف إن الأمر الآن «لا يقتصر على رفض اليهود لأي فكرة حول إقامة دولة فلسطينية، لا سيما بعد 7 تشرين الأول من عام 2023 (طوفان الأقصى) لكن من غير المرجح أيضاً أن يرغب العرب، سواء كانوا من «حماس» أم لا، في أن يكون اليهود جيراناً لهم في ظل التخريب والفوضى التي يرتكبها المستوطنون يومياً خلال العامين الماضيين في الضفة الغربية المحتلة، بدعم كامل من الحكومة الإسرائيلية.
ويشير الكاتب إلى الحرب الإسرائيلية الجارية في قطاع غزة حيث «يُباد سكان غزة المدنيون، ويُقتل الآلاف ويُصاب الكثيرون، من بينهم نساء وأطفال» ويقول حول ذلك أن «الهدف المعلن لبعض أعضاء حكومة بنيامين نتنياهو هو تطهير القطاع من جميع سكانه، وإرسالهم إلى دول أخرى».
ويوضح الكاتب في مقاله أوجه الاستحالة بقوله «قد يكره بعض سكان غزة حماس، ولكن كيف يُتوقع منهم أن يحبوا.. الإسرائيليين؟ إن الكراهية بين المجتمعين لا تُمحى».
ويختتم الدبلوماسي الهندي السابق مقاله بأن الحكومات حول العالم تدرك بأن حل الدولتين قد انتهى، لكنها مع ذلك «ستواصل ترديد شعار الدولتين» لأن لا أحد منهم «يملك الشجاعة للاعتراف علناً بأن الفكرة لم تعد قابلة للتنفيذ». ويتساءل: إن لم يكن هناك دولتان، فماذا سيكون؟.. لا توجد إجابة شافية على ذلك.