هل نرى فعالية لجولات الوحدات الإرشادية الزراعية على الحقول أم إنها استعراضية لفيضٍ من الصور؟

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- محمد فرحة:
من يتابع نشاط الوحدات الإرشادية الزراعية منذ أسبوعين ليس أكثر، يلاحظ جولاتهم في الحقول الزراعية تارة على حقول البطاطا وطوراً آخر على أشجار الزيتون وغيرها من الأشجار المثمر. ويتساءل بجدية: لماذا لم نر مثل هذا النشاط والحضور طيلة السنوات والحقبات الماضية، أم هي مجرد فورة سرعان ما تخمد وتتلاشى، ولا تقدم ولا تؤخر؟!
لكن بالمقابل يقول أحد المزارعين، التقيناه في مجال رابطة مصياف الفلاحية إن أي نتائج قد تفيد المزارعين هي مكسب لهم وتلفت نظرهم لوجود حشرة هنا يجب مكافحتها، أو يَنقص المحصول بعض العناصر السمادية، وهذا أفضل من بقاء هؤلاء الفنيين والمهندسين يركنون ويحتسون القهوة والمتة في وحداتهم الإرشادية وقد اعتادوا على فعل ذلك.

تآكل مورد الأرض الزراعية

من المعروف أن الإصرار على زراعة الأرض من دون إراحتها وإتباع الدورات الزراعية، من شأنه أن يضعف المردود الإنتاجي في وحدة المساحة، ونقصد هنا بعبارة تآكل مورد الأرض، كل الأراضي التي تدخل في مجال الاستثمار الزراعي، شاملة مختلف المحاصيل والزراعات المستدامة. فهذا المورد ممكن أن يتعرض لأي نوعٍ من التآكل، إن كان من حيث الكم بما يخص متوسط الفرد، أو من حيث تراجع خصوبة التربة.
وغالباً ما يحدث هذا من جراء الضغط الشديد على الأرض والدور “الحرج” للماء من دون تقديم ما يلزمها من أسمدة وإجراءات فنية أخرى.
في قراءتنا لما تطالعه صفحة مديرية زراعة حماة، لابد لنا من أن نتوقف عند النقاط المضيئة وتلك بعض منها:
حيث لاحظنا أن هذه اللجان قد كشفت حالات مرضية في المحاصيل التي زارتها، وكذلك بدء نشاط ذبابة الزيتون وغير ذلك.
وهنا لابدَّ لنا من الإشارة إلى ضرورة تفعيل دور الإرشاد الزراعي الذي كان شبه مشلول ونقولها بأسف، لكننا نقولها بصدق.
وذلك من خلال وضع الإمكانات اللازمة تحت تصرف فنيي هذه الوحدات الإرشادية لتعزيز قدرتها على القيام بجولات ميدانية على الحقول والمحاصيل مع مراقبة عملهم ومساءلتهم عند التقصير. مع التركيز على جمع قواعد المعلومات وتدوين كل الحالات الطارئة والمتجددة، وبناء جهاز بحث علمي مرتبط بقضايا التنمية الزراعية، قادر على توليد فيض مستمر من التكنولوجيات والنظم الزراعية المحسن، زد على ذلك بناء جهاز إرشادي مرتبط بالجهاز البحثي بصورة فعالة .
لكن ما نراه اليوم من جولات لعناصر الوحدات الإرشادية الزراعية، جلَّ هدفها التقاط الصور لبعض الفنيين في حقول المزارعين بانتظار تعليقات مثل “بوركت جهودكم”. على ماذا بوركت؟ أسألوا المزارعين عن نتائج هذه الجولات ومن ثم قدموا شكركم.
بالمختصر المفيد: إن التركيز العملي والعلمي على الإرشاد الزراعي شيء جيد، شريطة أن يكون فعالاً ومثمراً، لا فيضاً من الصور الجرارة من دون أن نرى ونسمع خبراً يشي بصوابية ونجاعة تلك الجولات.. وبغير ذلك تبقى “الكرة كرة والسيقان سيقان”.

Leave a Comment
آخر الأخبار