الحرية – محمد فرحة :
خابت آمال المزارعين لجهة أن يجنوا محصول القمح ويعوضوا خسائر السنوات الماضية، ولا سيما أنه تم تأمين البذار والأسمدة بالدَّين الآجل، فقد ضرب الجفاف وانحباس الأمطار كل الآمال والتطلعات، حتى إطلاق المياه من بحيرة سد الرستن لإرواء محصول القمح في المساحات الواقعة في مجال مجراه وصولاً لنهاية سهل الغاب بالقرب من بوابات القرقور شمالاً، جاءت متأخرة.
فالمزارعون اليوم لم يعد العديد منهم يبحث عن المياه أو الأسمدة، وإنما عمن يدفع لهم من مربي قطعان الأغنام كي يسمحوا لهم برعي القمح المزروع في المساحات البعلية وبعض المساحات المروية أيضاً، والذي لا يتعدى ارتفاعه عن «الشبر» وفقاً لتعبير المزارع نادر النعسان من ريف محردة.
وزاد على ذلك بأنه التقى عدداً من المربين طالباً منهم أن «يضمنوا » أرضه المزروعة بالقمح، لعلَّه يُعوض بعضاً من خسارته من جراء ثمن البذار والأسمدة وأجور فلاحة الأرض، فكان جواب أحد المربين له : لماذا ندفع لكم ثمن رعي أغنامنا لمحصولكم لطالما سنطلق به أغنامنا بعد فترة بـ«بلاش»، وما زال الكلام للمزارع نادر .
في كل الأحوال، المساحات البعلية رفع المزارعون أيديهم عنها، وبقيت المساحات المروية تنازع والتي لا تبشر بالأمل الذي كان معقوداً عليها، من جراء الجفاف والانحباس المطري الذي كان هذا العام الأقسى والأشد.
صحيفة الحرية اتصلت عدة مرات بمعاون مدير عام الهيئة العامة لتطوير الغاب في محاولةٍ منها لمعرفة المزيد، لكنه لم يُجب، ففي المرة الأولى قال بأنه مسافر وتواعدنا على أن نتواصل بعد يومين، فعدنا واتصلنا ولم ينتظرنا لإنهاء كلامنا معتذراً بأن عنده ضيوفاً، فطلبنا منه أن يرسل لنا رقم جوال أو هاتف مدير المكتب الصحفي في الهيئة لنتواصل معه ، فوعد أن يرسله لنا برسالة،
لكنه لم يفعل، وعتبنا عليه على قدر المحبة.
في كل الأحوال، مازال هناك خيط رفيع من الأمل، وخاصة بجني المحصول في المحافظات التي لم تعانِ من شدة الجفاف، رغم المعدلات المطرية هذا العام هي الأدنى منذ سنوات.
وقد سعى المعنيون منذ بداية الموسم لتوفير المستلزمات المطلوبة، فمنحوا البذار والأسمدة بالدَّين الآجل، وهو ما حفّز المزارعين، ولذلك هم اليوم يأملون بتأجيل الديون المترتبة عليهم وتدويرها للعام القادم.
هل يتحول محصول قمح المزارعين إلى مرعى لأغنام المربين ..وهل يتم تأجيل الديون المترتبة عليهم للموسم القادم ؟

Leave a Comment
Leave a Comment